اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 450
[3] - أسلوب صلاح الدين في تأديب الإسماعيلية: أرسل صلاح الدين إلى رشيد الدين سنان يتهدده فرد عليه زعيم الحشاشين بهذه الأبيات:
يا للرجال لأمر هالَ مقطعُهُ ... ما مرَّ قطُّ على سمعي توقُّعُهُ
فإذا الذي بقراعِ السيف هدَّدنا ... لا قام مصرع جنبي حين تصرعُهُ
قام الحمَامُ إلى البازي يُهدَّدُهُ ... واستيقظت لأسود البَرَّ أُصبعه
وقفت على تفصيل كتابكم وجُملهِ، وعلمنا ما هدَّدنا به من قوله وعمله، فبالله العَجَبُ من ذبابة تطنُّ في أذُن فيل، وبعوضة تُعَدُ في التماثيل، ولقد قالها من قبلك قوم فدمّرنا عليهم، وما كان لهم من ناصرين، أَلِلْحَقِ تدحصون وللباطل تنصرون؟ وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، ولئن صدر قولك في قطع رأسي، وقلعِكَ لِقِلاعي من الجبال الرواسي، فتلك أمانيُّ كاذبةٌ، وخيالات غير صائبة، فإن الجواهر لا تزول بالأعراض، كما أنَّ أرواح لا تضمحل بالأمراض، وإن عُدْنا إلى الظاهر وعَدَْنا عن الباطن فلنا في رسول الله أسوةٌ حسنة "ما أوذي نبي ما أوذِيْت " [1]. وقد علمت ما جرى على عنزته وشيعته، فالحال ما حال والأمر ما زال، وقد علمتم ظاهر حالنا، وكيفيَّة رجالنا، وما يتمنوَّنَهُ من الفوت ويتقربون به من حياض الموت، وفي المثل: أو للبطَّ تُهدَّوُ بالشطَّ؟ فهيَّئ للبلايا أسباباً، وتدرَّع للرَّزايا جلباباً، فلأظهرن عليك منك، وتكون كالباحث عن حتفه بظلفه، وما ذلك على الله بعزيز، فكن لأمرنا بالمرصاد وإقرأ أوّل النّحل وآخرص [2].
بعد محاولات الاغتيال الفاشلة أخذ صلاح الدين بالاحتراز الشديد، حتى أنه ضرب حول سرادقه برجاً من الخشب [3]، وكان للحادث أثر بالغ في نفوس الجند الذين اضطربوا وتوقفوا عن القتال أمام عزاز، واضطرب أمر الناس أيضاً، حين شاع في البلاد أن صلاح الدين قد قُنل، فاضطر صلاح الدين، عندئذ إلى الطواف بين جنده ليشاهده الناس، كما أرسل القاضي الفاضل كتاباً إلى الملك العادل، أخي صلاح الدين، يطمئنه فيه ويروي له حقيقة [1] روي بأسانيد ضعيفة من حديث أنس وبريدة وجابر، الجامع الصغير. [2] أول النحل "أتي أمر الله" وأخر ص "ونتعلمن نبأه بعد حين". [3] العماد الأصفهاني ص 98 تاريخ الأيوبيين ص 98.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 450