responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
خطابه إلى الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله ورسالته الطويلة بقلم القاضي الفاضل والتي عدد فيها فتوحاته وجهاده ضد الصليبيين لخدمة الخلافة العباسية وبخاصة إعادته الخطبة إلى العباسيين في مصر، وتأمين الطريق إلى الحجاز واليمن، ثم أشار في رسالته، بأنه قدم إلى بلاد الشام لإصلاح الأمور، وحفظ الثغور وخدمة ابن نور الدين محمود، وطلب في ختامها تقليداً بمصر واليمن والمغرب وبلاد الشام، وجميع ما اشتملت عليه دولة نور الدين محمود، وكل ما يفتحه بسيفه [1].

4 - معركة قرون حماة: كان سيف الدين غازي الثاني، صاحب الموصل، يراقب توسعات صلاح الدين في بلاد الشام، وضايقه انتزاعه دمشق وحمص وحماة وبعلبك وأثار غضبه حصاره لحلب في محاولة لضمَّها إلى أملاكه، ثم بدت له الصورة واضحة، فيما إذا استمر صلاح الدين في تقدمه ونجح في ضَّم حلب، فإن ذلك يشكل تهديداً خطيراً للموصل التي تصبح، بعد ذلك، هدفاً سهلاً له. من هنا أدرك سيف الدين غازي الثاني ضرورة الارتباط مع حلب في حلف دفاعي ضده [2]، وحدث آنذاكْ أن تعرَّض الصالح إسماعيل لضغط صلاح الدين، فاستنجد بابن عمه صاحب الموصل وطلب منه إمداده بالجند، وتمكَّن وفده من إقناعه بضرورة تقديم المساعدة للوقوف في وجه صلاح الدين لأنه متى ملك حلب لم يكن له قصد إلا الموصل [3]. ولم يكن سيف الدين غازي الثاني بحاجة إلى من يستحثه لمواجهة صلاح الدين فقد أدرك أنه متى غفل عنه استملك البلاد، واستقر قدمه في الملك، وتعَّدى الأمر إليه، فبادر إلى جمع العساكر من الموصل والجزيرة وأعدَّ العدة لعبور الفرات إلى حلب، وأرسل إلى أخيه عماد الدين زنكي الثاني، صاحب سنجار، يطلب منه موافاته بعساكره، لكن هذا الأخير امتنع عن تلبية طلبه بعد أن استقطبه صلاح الدين، ونفخ في روعه أنه أحق من أخيه بالملك لأنه كبير البيت الزنكي، فاضطر صاحب الموصل أن يُخضع أخاه ويوجَّه، في الوقت نفسه قوة عسكرية إلى حلب عهد بقيادتها إلى أخيه عز الدين مسعود [4] عبر عز الدين مسعود الفرات متوجهاً إلى حلب، ولما وصل إليها انضم إليه من كان بها من العسكر، وسار إلى حماة وحاصرها وبعد تداول الأمور رأى الجانبان الأيوبي والزنكي أن المصلحة العامة تقتضي بضرورة التفاهم

[1] كتاب الروضتين (2/ 357 - 366).
[2] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام ص 60.
[3] المصدر نفسه ص 60 نقلاً كتاب الروضتين (2/ 381).
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 60.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست