اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 392
و- توطيد علاقته الاقتصادية التجارية مع المدن الإيطالية: ومن الإجراءات الحكيمة التي لجأ إليها صلاح الدين بصدد إضعاف العدو اقتصادياً، قيامه بتوطيد علاقته الاقتصادية التجارية مع دويلات المدن الإيطالية مثل (بيزا وجنوا والبندقية) فمنذ أن تولى الحكم في مصر صار يبذل الجهود لجذب تجارة هذه المدن إلى مصر، ورح يعقد الاتفاقات مع هذه الدويلات لتبادل السفراء معها، وقد انتفع صلاح الدين من هذه الاتفاقيات من ناحيتين:
- ازدياد موارد دولته بسبب النشاط التجاري، فحصل على حاجته من الحديد والخشب والشمع.
- إضعاف تجارة الصليبيين، لاسيما إذا عرفنا أن صلاح الدين كان يسيطر على البحر الأحمر، ولا شك أن هذه التجارة أدت إلى الاهتمام بإعادة بناء الأسطول الإسلامي الأيوبي [1] ففي خطاب وجهه صلاح الدين إلى الخليفة العباسي سنة 571هـ/1175م قال: ومن هؤلاء الجيوش البنادقة والبياشنة والجنويون كل هؤلاء تارة يكونون غزاة لا تطاق ضراوة ضرهم، ولا تطفأ شرارة شرهم، وتارة يكونون سفّار يحتكمون على الإسلام في الأموال المجلوبة، وتقصر عنهم يد الأحكام المرهونة، وما منهم إلا من هو الآن يجلب إلى بلدنا آلة قتاله وجهاده، ويتقرب إلينا بإهداء طرائف أعماله وتلاده، وكلهم قد قررت معهم المواصلة، وانتظمت معهم المسالمة، على ما يزيد ويكرهون، وعلى ما نؤثر وهم لا يؤثرون [2]. وهذه العلاقات بين مصر والمدن الإيطالية لم تكن بالأمر الجديد، بل هي استمراراً لما كانت عليها في العهد الفاطمي [3]، لكن صلاح الدين نجح في المحافظة عليها وتطويرها.
ز- تخريب المدن ومما يذكر بصدد خطط صلاح الدين الحربية، إنه لجأ، في سني صراعه الأخيرة مع الصليبيين الذين كان يقودهم ريتشارد قلب الأسد، إلى تخريب مدينة عسقلان التي كانت المفتاح الجنوبي لبيت المقدس وطريق القوافل الذاهبة إلى مصر، وكان المسلمون يطلقون عليها عروس الشام لحسنها [4]، ولجأ السلطان إلى هذا الإجراء حين عجز [1] المصدر نفسه ص 211. [2] الجيش الأيوبي ص 212. [3] المصدر نفسه ص 212. [4] الفتح القسي ص 550 الجيش الأيوبي ص 212.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 392