صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس - الصلابي، علي محمد

اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380

التي ألحقت بهم فكان "الكوس يدق ولا يفتر" [1]. وكذلك ضربات خاصة بشائر النصر، فحين وصل الخبر في شوال 587هـ/1191م بأن الأسطول الإسلامي قد استولى على مراكب الفرنج التي كانت تحمل أكثر من خمسمائة صليبي: سر المسلمون بذلك، وضربت بشائر النصر، ونعق بوق الظفر [2].

ث- حملة أعلام الجيش: كان ضمن الجيش جماعة مهمتهم حملة الراية السلطانية والحفاظ عليها، والراية أو العلم بمثابة الشارة التي تميز جماعة عن جماعة أخرى، ودولة عن أخرى، فكان لكل دولة إسلامية وغير إسلامية علمها الخاص الذي يتخذ من لون أو رنك [3]، وكان لون العلم الصلاحي أصفر وفي وسطه صورة طير النسر علامة القوة والثقة في النصر [4]. وكان بين الرايات: راية عظيمة من حرير أصفر مطرزة بالذهب عليها ألقاب السلطان واسمه، وتسمى العصابة وراية عظيمة في رأسها خصلة من الشعر تسمى الجاليش، ورايات صفر صغار تسمى السناجق [5]. وكانت الراية الكبيرة تحمل عادة في ركب السلطان [6]. وعن الراية الصلاحية يتحدث العماد لدى فتح الجيش الأيوبي لصيدا سنة 583هـ/1187م يقول: جاء رسل صاحبها بمفاتيحها وأذهبنا ظلماتها من العزائم العز بمصابيحها، وطلعت الراية الصفراء باليد البيضاء على سورها [7] هذا وقد ورد ذكر الراية الصلاحية في مجموعة من قصائد شعراء ذلك العصر في المناسبات التي أحرز فيها الجيش الأيوبي نصراً على الصليبيين ورفع فيها العلم الأيوبي، فلدى انتصار المسلمين عليهم وتخريب بيت الأحزان سنة 575هـ/1179م هنأه جماعة من الشعراء بالفتح منهم بهاء الدين أبو الحسن علي الساعاتي الخراساني الذي قال في قصيدة له:
وما رفعت اعلامُك الصفُر ساعة ... إلى أن غدت أكبادها السود ترجفُ
كبا من أعاليه صليبٌ وبيعةٌ ... وساد به دين حنيف ومصحف

[1] الجيش الأيوبي ص 167.
[2] مفرج الكروب (2/ 373 - 374).
[3] الجيش الأيوبي ص 168 رنك أي لون بالفارسية.
[4] الجيش الأيوبي في عهد صلاح الدين ص 168.
[5] صبح الأعشى (4/ 8) الجيش الأيوبي ص 168.
[6] الجيش الأيوبي في عهد صلاح الدين ص 168.
[7] الفتح القسي ص 103 الجيش الأيوبي ص 169.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست