اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 362
قراقوش بحراسة هذه الذخائر على خير وجه إلى أن أظفر الله القائد صلاح الدين ومكنّ له في الأرض [1].
- بناء قلعة الجبل: لما رجع القائد صلاح الدين من الشام وشاهد ما أنجزه الأمير بهاء الدين من إنجازات خلال غيابه أظهر فيها الأمير براعة وخبره هندسية واسعة، أمره أن يبني له قلعة تحمى مصر وترك له الخيار في مكانها وحجمها، وقد اختار الأمير بهاء الدين قطعة مرتفعة في جبل المقطّم، تشرف على القاهرة كلها، لتكون مكاناً للقلعة وباشر بعمارتها عام 572هـ وكانت عمارة القلعة، ضمن مجموعة تحصينات وتدابير عسكرية اتخذها الأيوبيون لتأمين مدن مصر كالفسطاط والقاهرة، ولذا حفلت عمارتها في الخارج بالتحصينات والأبراج والبوابات المنيعة، فيما اشتملت منشآتها الداخلية على أبنية سلطانية رفيعة كانت محل إعجاب كل من زارها أو صفها من رحالة ومؤرخين وشيّد بناء القلعة على هضبة صخرية مرتفعة مما زاد في صلابتها ومنعتها [2]. ويقول ابن جبير في رحلته: وشاهدنا أيضاً بنيان القلعة وهو حصن يتصل بالقاهرة، حصن حصين المنعة يريد السلطان أن يتخذه موضع سكنه، ويمد سوره حتى ينتظم بالمدينتين مصر والقاهرة والمسخرون في هذا البناء والمتولون لجميع امتهاناته ومؤنته العظيمة كنشر الرخام ونحت الصخور والعظام وحفر الخندق المحدق بسور الحصن المذكور، وهو خندق ينقر بالمعاول نقراً في الصخر عجباً من العجائب الباقية الآثار ... العلوج الأسارى من الروم عددهم لا يحصى كثرة ولا سبيل أن يمتهن في ذلك البنيان أحد سواهم [3].
- بئر يوسف: جعل الأمير بهاء الدين داخل القلعة بئراً عجيباً نقر في الصخر نقراً عميقاً جداً ولايزال البئر حتى يومنا هذا ويُدعى بئر "يوسف" وقد سميت هكذا نسبة إلى يوسف صلاح الدين [4] وقد ذكر الأستاذ علي باشا مبارك: والبئر المعروفة بالحلزون الموجودة بالقلعة هي من عمل قراقوش في أيام صلاح الدين، عملت لأجل وجود الماء في داخل القلعة بواسطتها إذا حصل لها حصار من عدو [5]. [1] حكم قراقوش ص 19. [2] حُكم قَرقُوش ص 22. [3] رحلة ابن جبير ص 52. [4] حُكم قَرقُوش ص 24. [5] المصدر نفسه ص 23 الخطط التوفيقية (1/ 69).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 362