responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 332
الدين على رأس القضاء وفّوض الأمر إلى والده محي الدين أبي حامد محمد بن شرف الدين على أن يكون والده هو الحاكم الحقيقي، ويظهر للناس على أنه نائب عن أبيه بحيث لا يظهر للناس صرفه عن القضاء، وهكذا بقي شرف الدين بن أبي عصرون يمارس قضاء القضاة في بلاد الشام وولده نائب عنه، بفضل دفاعه عن نفسه والغوص في أعماق الفقه واستخلاص ما يجيز قضاء الأعمى، ثم تضامن صلاح الدين معه ومساندة صاحبه القاضي الفاضل له بالحق [1].

7 - وفاة ابن أبي عصرون: توفي القاضي ابن أبي عصرون في حادي عشر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مئة [2] ولما بلغ الخبر القاضي الفاضل بمصر كتب رسالة بهذه المناسبة يعَزي بشرف الدين ويرد على الرسالة التي وردته بالخبر من الشام: وصل كتاب الذات الكريمة جمع الله شملها وسر بها أهلها ويسر إلى الخيرات سبلها وجعل في ابتغاء رضوانه قولها وفعلها، وفيه زيادة هي نقص الإسلام وثلم في البرية يتجاوز رتبة الانثلام إلى الانهدام وذلك ما قضاه الله تعالى وقّدره من وفاة الإمام شرف الدين بن أبي عصرون رحمه الله تعالى، وما حصل بموته من نقص الأرض من أطرافها ومن مساءة أهل الملة ومسرة أهل خلافهما فلقد كان علما للعلم منصوباً وبقية من بقايا السلف الصالح محسوباً، والعلم بالشام زرعه وكل من انتفع فعليه كان واليه ينسب نفعه رضي الله عنه وأرضاه ونفع بماء الرحمة مثواه، وما مات من أبقى تلك التصانيف التي هي المعنى المغني بل ما مات من ولده المحيي فإنه والله لآثاره ولعلمه والحضرة تنوب عني في تعزيته والقيام بحق تسليته وقد ساءتني الغيبة عن مشهده، وتغيير القيام وراء سريره والتوسل إلى الله في ساعة مقدمه ولقد علم الله اغتمامي لفقد حضرته واستيحاشي لخلو الدنيا من بركته واهتمامي بما عدمت من النصيب الموفر (كان) من أدعيته. وما مات بحمد الله حتى أحرز غيبته بأولاد كرام بررة وأنشأ طلبة للعلم نقله وللمدارس عمره وحتى بنى لله المدارس والمساجد واحيا نهاره وليله بين راكع وساجد فهو حي لمجده وإنما نحن الموتى بفقده [3] وتعذر عليه

خامساً: الفقيه عيسى الهكاري: هو الفقيه ضياء الدين أبو محمد عيسى بن محمد بن عيسى الهكاري، أحد أمراء الدولة

[1] المدارس العصرونية ص 41.
[2] سير أعلام النبلاء (21/ 129).
[3] المدارس العصرونية ص 192.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست