اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328
وربما يناله المكروه فتحّرج موقف الرجل ودفعه هذا العمل إلى تفضيل السّلامة وقدم استقالته من القضاء والتي قبلت بسرعة [1]، ودون تردد مما يفسر لنا أن صلاح الدين يميل إلى عبد الله بن أبي عصرون مع أنه لا يريد الإحراج لضياء الدين وإقالته [2]، ومهما قيل فإن مجمل هذه الأسباب مجتمعة هيأت الظروف لأن يتولى شرف الدين بن أبي عصرون قضاء القضاة في جميع ممالك بلاد الشام الخاضعة لصلاح الدين الأيوبي عام 573هـ [3]، وكان شرط صلاح الدين على هذا التعيين أن يكون محي الدين أبو المعالي محمد بن زكي الدين والأوحد داود نائب كمال الدين الشهرزوري في الحكم والقضاء قاضيان يحكمان وهما عن منابته يوردان ويصدران وتوليتهما بتوقيع من السلطان نفسه [4].
3 - إنتاج ابن أبي عصرون العلمي: كان ابن أبي عصرون شخصية متميزة لها سماتها الفريدة فقد وصفه صاحب النجوم الزاهرة بأنه كان: أماماً فاضلاً مصنفاً [5] ووصفه السبكي، صاحب طبقات الشافعية بقوله: نزيل دمشق وقاضي القضاة بها وعالمها ورئيسها [6] وقال عنه موفق الدين ابن قدامه المقدسي: كان إمام أصحاب الشافعي في عصره ونعته ابن الصلاح بأنه أفقه أهل عصره وإليه المنتهى في الفتاوى والأحكام [7] ووصفه العماد الأصفهاني بقوله: حجة الإسلام مفتي العراق والشام شيخ العلم العلامة وبفتياه توطدت للشرع الدعامة وله الفخار والفخامة، وليس في عصرنا من أتقن مذهب الشافعي عنه مثله وقد أشرق في الآفاق فضله وصنف في المذهب تصانيف مفيدة قواعدها في العلم مهيدة [8]، ومما صنفه ابن أبي عصرون؛ صفوة المذهب في نهاية المطلب وهو سبع مجلدات "الانتصار" في أربع مجلدات "المرشد" في مجلدين "الذريعة في معرفة الشريعة" مجلد "التيسير" في الخلاف في أربعة مجلدات، "مآخذ النظر" [1] المدارس العصرونية ص 37. [2] مفرج الكروب (2/ 50) المدارس العصرونية ص 37. [3] سنا البرق الشامي ص 113 المدارس العصرونية ص 38. [4] سنا البرق الشامي نقلاً عن المدارس العصرونية ص 39. [5] النحوم الزاهرة (6/ 109) المدارس العصرونية ص 122. [6] طبقات الشافعية (7/ 132) المدارس العصرونية ص 122. [7] المدارس العصرونية ص 122. [8] خريدة القصر، شعراء الشام (2/ 351) المدارس العصرونية ص 122.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328