responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 292
من كبار العلماء ومن أشهرهم وزيره وكاتبه ومستشاره القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي الذي قال صلاح الدين عنه: لم أفتح البلاد بسيفي وإنما برأي القاضي الفاضل. ولقد كان القاضي الفاضل يجمع إلى حنكته السياسية ورعاً فائقاً، فكان كثير الصيام والصلاة وقراءة القرآن. وكان متواضعاً يكثر عيادة المرضى والإحسان للفقراء [1] وإليك ترجمة أهم العلماء ودورهم السياسي والعلمي والجهادي والتربوي في عهد صلاح الدين:

أولاً: القاضي الفاضل: الإمام العلاّمة البليغ، القاضي الفاضل، محي الدين، يمين المملكة، سيد الفُصَحَاء، أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن العسقلاني، صاحب ديوان الإنشاء الصلاحيَّ ولد في الكهولة من أبي الطاهر السَّلفَّي، وأبي محمد العثماني، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي الطاهر بن عوف، وعثمان بن فرج العبدري [2] .. انتهت إلى القاضي الفاضل براعة الترسُّل وبلاغة الإنشاء، وله في ذلك الفَنَّ اليُد البيضاء، والمعاني المبتكرة، والباع الأطول، لا يُدْرَكُ شأوه، ولا يُشَقُّ غُبَارُهُ، مع الكثرة [3]. أخذ الصنعة عن الموفَّقِ يوسف بنِ الخلاَّل صاحب الإنشاء للعاضد، ثم خدم بالثغر مدة، ثم طلبهُ ولد الصالح بن رُزَّيْك واستخدمه في ديوان الإنشاء [4] قال العماد: قضى سعيداً، ولم يُبق عملاً صالحاً إلا قَّدمه، ولا عهداً في الجنة إلا أحكمه، ولا عقد برَّ إلا أبرمه، فإن ضائعه في الرقاب وأوقافه متجاوزة الحساب، لاسيما أوقافه لفكاك الأسرى وأعان المالكية والشافعية بالمدرسة، والأيتام بالكتّاب، كان للحقوق قاضياً، وفي الحقائق ماضياً، والسلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلاَّ بأقاليد آرائه ومقاليد غِناه وغنائه، وكنت من حسناته محسوباً، وإلى آلائه منسوباً، وكانت كتابتُهُ كتائب النَّصر، ويراعاته رائعة الدهر، وبراعته بارية للبّر، وعبارته نافئة في عُقِدَ السحر، وبلاغته للدولة مُحَمَّلةً وللمملكة مُكَمَّلة، وللعصر الصلاحيَ على سائر الأعصار مُفَضلة، نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من الأساليب، وأعربه من الإبداع، ما ألفيته كرّر دعاء في مكاتبة، ولاردَّد لفظاً في مخاطبة [5] وقال عنه في كتابه الخريدة. وقبل شروعي في أعيان مصر أُقدَّم ذكر من جميع أفاضل العصر كالقطرة في بحره المولى القاضي الفاضل.
إلى أن قال: فهو كالشريعة المحمدية نسخت الشَّرائِعَ، يخترع الأفكار، ويفترع الأبكار، هو ضابط الملك بآرائه، ورابط

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 262.
[2] سير أعلام النبلاء (21/ 339).
[3] المصدر نفسه (21/ 339).
[4] المصدر نفسه (21 - 339).
[5] سير أعلام النبلاء (21/ 340).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست