اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290
وأحيوا بها ما أماته الله من أصل حمية الجاهلية والله سبحانه يقول وكفى بقوله حجة على من كان سميعاً مطيعاً (واعتصموا بحبل الله جميعاً) "آل عمران، آية: 103". ولم يزل التعصب للمذاهب يملأ القلوب بالشحناء ويشحنها وقد نهى الله عن المجادلة لأهل الخلاف فكيف بأهل الوفاق إلا أن يقال أحسنها وما علمنا أن في ذلك نية تنجد ولا مصلحة توجد وليس يسع الخلف ما وسع السلف من الأدب، وليعلم العبد أن يكتب كتاباً إلى ربه، فليفكر فيما كتب وإلى من كتب [1].
4 - الحث على فضيلة العدل والإحسان للرعية: وكان يحرص على توجيهه ولاته بقوله: فليعدل في الرعية الذين هم عنده ودائع ليجاوز بهم درجة العدل إلى إحسان الضائع فإذا أسند هذا الأمر إلى ولاته، فليكونوا نقاة لا يجد الهوى عليهم سبيلاً ولا يجد الشيطان عندهم مقيلاً وإذا حملوا ثقلاً لا يجدون حمله ثقيلا [2]، حيث يقول: وقد فشا في هذا الزمن أخذ الرشوة وهي محق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبذه ونهى عن أخذه وعن الرغبة في تداوله وهو كأخذ الربا الذي قرنت اللعنة بمؤلكه وآكله [3].
5 - الاهتمام بأمر القضاء: حيث يقول: وأما القضاة الذين هم للشريعة أوتاد ولا مضاء حكامها أجناد ولحفظ علومها كنوز لا يتطرق إليها النفاذ فينبغي أن يعول فيهم على الواحد دون الاثنين وأن يستعان بهم في الفصل بذي الأيدي وفي اليقظة بذي اليدين وأمر الحكام لا يتولاه من سأله وإنما يتولاه من غفل عنه وأغفله [4] لقد حرص صلاح الدين على العودة إلى الأصول المتمثلة بالكتاب والسنة، وحافظ على هذه الأصول من خلال الجهود وذلك بتصفية البدع والمخالفات الشرعية وقام بصيانة المناهج وعمل على وحدتها، ونشر مبدأ تكافوء الفرص التعليمية وربط الأمة بواقعها من خلال عقيدتها الصحيحة فأنطلقت لتحقيق الانتصارات العظيمة والرائعة: من تحرير البيت المقدس وغيرها من الفتوحات.
المبحث الرابع: مكانة العلماء والفقهاء عند صلاح الدين الأيوبي:
استوعب صلاح الدين الأيوبي أن من أسباب تحقيق الانتصار ضد المد الشيعي الباطني [1] كتاب الروضتين (2/ 178). [2] صبح الأعشى القلقشندي (3/ 144 - 148). [3] المرجع السابق (3/ 144/148) أثر جهود صلاح الدين ص 84. [4] المصدر نفسه.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290