اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 276
المسلمين، وإجتناب الكبائر والزنا وقول الزور والعصبية والفخر والكبر والأزراء على الناس والعجب.
55. ويرون مجانبة كل داع إلى بدعة.
56. ويرون التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار والنظر في الفقه مع التواضع وحسن الخلق وبذل المعروف وكف الأذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المأكل والمشرب.
57. فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه وبكل ما ذكر من قولهم نقول وإليه نذهب وما توفيقنا إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير [1].
هذه عقيدة الإمام الأشعري التي استقر عليها وصرح بها، وهي من الآثار التي تركها بعد وفاته وقد ساهمت بلا شك في توعية الأمة وتربيتها على أصول أهل السنة والجماعة سواء في المدارس النظامية في عهد السلاجقة أو في عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وإلى يومنا هذا ومن الإنصاف العلمي القول بأن المذهب الأشعري لم يستقر على ما مات عليه الإمام أبو الحسن الأشعري بل حدث تطور في المذهب الأشعري بحيث أن أقوال الأشاعرة تعددت واختلفت في مسائل عديدة ومن أشهر الذين اجتهدوا وخالفوا أبا الحسن الأشعري، في بعض المسائل، أبي بكر الباقلاني وابن فورك وعبد القاهر البغدادي، والبيهقي والقشيري، والجويني والغزالي وغيرهم على درجات متفاوت بينهم في ذلك وقد قام الدكتور عبد الرحمن بن صالح بن صالح المحمود بتتبع هذا التطور بنوع من التفصيل في كتابه القيم موقف ابن تيمية من الأشاعرة.
- وفاته: وكانت وفاته سنة 324هـ ودفن ببغداد في مشروع الزوايا [2]، ونودي على جنازته: اليوم مات ناصر السنة [3]. هذه هي العقيدة السنية التي سارت عليها الدولة الأيوبية، ولقد قام علماء السنة بتفنيد فكرة النص التي قال بها الشيعة الرافضة وبنوا عليها مذهبهم في الإمامة، وأوضحوا تهافتها اعتماداً على ما تم من اختيار أبو بكر ومبايعة المسلمين له في [1] اعتقاد أهل السنة أصحاب الحديث شرح جملة ما حكاه عنهم أبو الحسن الأشعري وقرّره في مقالاته د. محمد عبد الرحمن الخميس ص 11 إلى 171 وقد قام الدكتور بشرح هذه الأصول. [2] وفيات الأعيان (1/ 412). [3] رجال الفكر والدعوة (1/ 151).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 276