اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 226
هذا الترحيب والإكرام إلا مكافأة على موقفهما المخلص من إنقاذهما له من القتل أو الأسر ذلك لأن عماد الدين زنكي صاحب الموصل قد حارب السلجوقية عند "تكريت" أيام كان "بهروز" والياً على بغداد من قبل السلجوقيين، وسبق أن ذكرنا أن نجم الدين أيوب، وشيركوه كانا قائمين على تكريت وقلعتهما من قبل بهروز، وكان من نتيجة حرب عماد الدين للسلجوقيين أن أنهزم جيشه أما جيش السلطان السلجوقي، وفي أثناء انسحابه ورجوعه إلى الموصل مّر بتكريت وأصبحت حياته هو وجيشه في يد نجم الدين أيوب والي تكريت يومئذ إن شاء أبقاهم أحياء، وإن شاء قتلهم، ففضل نجم الدين الإحسان على الإساة فقام هو وأخوه شيركوه بمساعدة عماد الدين وسهلاً له أمر النجاة والسلامة حتى وصل إلى الموصل، فكان لهذه المعاملة الحسنة والموقف النبيل أكرم الأثر، وأحسن النتائج في بناء ملك أيوب، وإقامة مجد الإسلام على يد صلاح الدين [1] ولما وصل الرجلان إلى الموصل لقيهما عماد الدين، كما ذكرنا بالترحاب وجازاهما على ما صنعا معه من الجميل له في تكريت، فأقطعهما أرضاً ليعيشا عنده معزَّزين مكرمين ([2])،
وفي رحاب عماد الدين تطورت الأسرة الأيوبية، فقد أصبح نجم الدين وأخوه شيركوه من خيرة القادة، وقتل عماد الدين بعد ذلك وأصبح نور الدين صاحب اليد الطولى وكان ذلك بمساعدة الأيوبيين واستطاع أن يضم دمشق لملكه وفي دمشق ترعرع صلاح الدين وتلقى علومه الإسلامية ومارس فنون الفروسية والصيد والرمي بالسهام وغيرهما من ضرورات البطولة [3] وعندما فتح نور الدين محمود زنكي بعلبك سنة 534هـ ولي عليها نجم الدين أيوب إلا أن صاحب دمشق مجير الدين، قام بحصار نجم الدين أيوب في بعلبك، وكاتب نجم الدين نور الدين محمود، وسيف الدين غازي، وطلب منهما النجدة، فاشتغلا عنه، وبعد حصار طويل تم الصلح بين الطرفين على حال، وانتقل إلى دمشق وصار من كبار أمرائها [4]، وهكذا عاش صلاح الدين طفولته الأولى في بعلبك سنة (534هـ/1140م) وكان يشاهد ويسمع بين حين وآخر، اعتداء الصليبيين على البلاد الإسلامية، ولما قام الصليبيون بالهجوم على سهل البقاع المجاور لبعلبك سنة 546هـ تصدى لهم نجم الدين وأسد الدين شيركوه وهزمهما وأخذ منهم أسارى [5]، وفي السنة نفسها التحق صلاح الدين في [1] صلاح الدين، علون ص 21 الموسوعة الشاملة (ج 24/ 142). [2] صلاح الدين، علوان ص 21 .. [3] موسوعة التاريخ الإسلامي، شلبي (ج5/ 187). [4] النجوم الزاهرة (6/ 5) مفرج الكروب (1/ 8). [5] كتاب الروضتين (1/ 48).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 226