اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 201
قَلَّدْتَ مُؤتَمِنَ الخلافة أمرهم ... فكبا وقصَّر عن صلاح الفاسد
فعسى اللَّيالي أن تَرُدَّ إليكم ... ما عوّدتكم من جميل عَوائِدِ (1)
وله من جملة قصيدة:
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة ... لك الملامة إن قصّرت في عذلي
بالله زُرْ ساحة القصرين وابك معي ... عليهما لا عَلى صفين والجمل
وقل لأهلهما والله ما التحمت ... فيكم قُروحي ولا جُرْحي بُمندمل
ماذا ترى كانتِ الإفرنج فاعلة ... في نسل آل أمير المؤمنين علي (2)
وأنا استغرب من عمارة اليمني في نعيه لأيام الفاطميين وحنينه إلى بدعهم وأعيادهم وقصورهم وتحديه للدولة السنية الجديدة في مصر ودفاعه عن الفاطميين وأكاذيبهم في زعمهم بأنهم من النسل النبوي الكريم، فهل متاع الدنيا الزائل يفعل بالعقائد الصحيحة ما فعله بعمارة اليماني، وهل العطايا والجاه والمناصب تجعل الإنسان يترك عقيدته الصحيحة ويبكي على إطلال الدولة الفاطمية الشيعية الرافضية؟ وينخرط في عمل تآمري ضد المشروع الإسلامي المقاوم للصليبيين في بلاد الإسلام؟ إن هذا لشيء عجاب.
- أمجاد أهل الإسكندرية: إن أهل الإسكندرية ساهموا في نجاح المشروع السني بمصر، ودافعوا عن صلاح الدين عندما حوصر بها وهم يدافعون عن المدينة بشجاعة فائقة ورجولة منقطعة النظير، ومسلمي مصر عموماً وأهل الإسكندرية منهم خصوصاً دائماً وأبداً في الخندق المدافع عن قضايا الأمة قديما وحديثاً، ولهم من الطاقات الفكرية والأمكانات المادية، والأقلام السياله وصفاء الفطرة ما يجعلهم في مصاف من يتصدى للمشروع الشيعي الرافضي الباطني والمشروع الأمريكي الغربي وقد قاوم المصريون قديماً النفوذ الشيعي الباطني والحملات الصليبية وتعاونوا مع إخوانهم من أهل السنة، فكرياً وعقائدياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً حتى تّم القضاء على المشروع الشيعي الباطني ولذلك نجد كتّاب الشيعة الرافضة يحقدون على مصر ويقولون عن أهلها: أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السلام فجعل الله منهم القردة أبناء مصر؛ والخنازير [3]، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا
(1) كتاب الروضتين (2/ 293).
(2) كتاب الروضتين (2/ 295). [3] بحار الأنوار (60/ 208) تفسير القمي ص 596.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 201