اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 192
للعاضد لدين الله فانقطعت ولم تعد بعدها إلى اليوم الخطبة الفاطمية [1] والملاحظ أن الخطبة للعباسيين قد تمت بالإسكندرية قبل القاهرة ومصر بنحو أسبوعين وذلك لأنها ظلت على المذهب السني طوال العصر الفاطمي (2)
وقد توفي العاضد في العاشر من محرم 567هـ/1171 - 1172م [3] ويقال أن صلاح الدين حين علم بوفاة العاضد الفاطمي بعد أيام ندم على أنه تعجل في قطع خطبته وقال: لو عرفنا أنه، أي الخليفة العاضد، يموت في هذا اليوم ما غصصناه برفع اسمه من الخطبة، فضحك القاضي الفاضل ورد عليه: قائلاً: يا مولاي لو علم أنكم ما ترفعون اسمه من الخطبة لم يمت [4]، فابتسم الحاضرون لهذه المداعبة الكلامية بين الوزير صلاح الدين وكاتبه ومستشاره التي انطوت فيها آخر صفحة من صفحات تاريخ الدولة الفاطمية العبيدية [5].
2 - وفاة العاضد عام 567هـ: قال ابن كثير: والعاضد في اللغة القاطع: لا يعضد شجرها: فيه قطعت دولتهم واسمه عبد الله، ويكنى بأبي محمد بن يوسف الحافظ بن محمد بن المستنصر ابن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي أوَّل ملوكهم وكان مولد العاضد في سنة سِتَّ وأربعين، فعاش إحدى وعشرين سنة، وكانت سيرته مذمومة وكان شيعياً خبيثاً لو أمكنه قتل كلَّ من قدر عليه من أهل السنة [6].
3 - فرح المسلمون بزوال الدولة الفاطمية: ولما انتهى الخبر إلى الملك نور الدين بالشام أرسل إلى الخليفة العباسي يعلمه بذلك مع ابن أبي عصرون، فزينت بغداد، وغلقت الأبواب وعُملت القباب وفرح المسلمون فرحاً شديد وكانت الخطبة قد قَطعت من ديار مصر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع العباسيَّ حين تغلب الفاطميُّون عليها أيام المعزَّ الفاطمي، باني القاهرة إلى هذه الأوانِ، وذلك مائتا سنة وثماني سنين [7] وقد تفاعل الشعراء مع هذا الحدث المدوّي في أرجاء الدنيا فقد قال العماد الأصفهاني: [1] القاضي الفاضل ص 137.
(2) تاريخ مصر الإسلامية زمن سلاطين بني أيوب ص 59 .. [3] الفاضي الفاضل ص 139. [4] القاضي الفاضل ص 139. [5] المصدر نفسه ص 139. [6] البداية والنهاية (16/ 451). [7] المصدر نفسه (16/ 450).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 192