responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
الدين مصر في شهر ذي القعدة/شهر أيلول) في حين تأخر عموري الأول لبضعة أسابيع، لأنه مَّر بالقاهرة ليثبَّت الحماية الصليبية على الدولة الفاطمية وشاور، وكانت أهم مظاهرها:
- دفع جزية سنوية قدرها مائة أف دينار للصليبيين.
- بقاء قوة من فرسانهم تحمي أبواب القاهرة، لتدفع نور الدين محمود إن كَّرر محاولة الهجوم.
- إقامة مندوب عن الملك الصليبي في القاهرة يشارك في شؤون الحكم [1].
والراجح أن فكرة تملُّك مصر كانت لا تزال ناشطة في تفكير عموري الأول السياسي، ولم يعد بوسعه أن يتخلى عنها، وهو ينوي العودة بعد إقرار الأمور في بلاد الشام، وذلك طمعاً في ثروتها وحماية لكيانه في بلاد الشام، ثم عاد الملك إلى فلسطين [2]. وبهذه الإجراءات تأكدت الحماية على مصر، وترتَّب على هذا استمرار التنافس بين نور الدين محمود وعموري [3].

5 - الحملة النورية الثالثة على مصر: عام 564هـ.
سبب هذه الحملة أن الفرنجة كانوا قد جعلوا لهم شحنة في القاهرة، وتسلموا أبوابها، وحكموا المسلمين حكماً جائراً، فلما رأوا أنه ليس في البلاد من يردهم، أرسلوا إلى ملكهم - عموري - في القدس، يستدعونه ليملك مصر، وهونوا عليه أمرها، فتردد خوفاً من سوء العاقبة، ثم سار مع فرسانهم على كره منه حتى وصلوا بلبيس مستهل صفر ونهبوها، وقتلوا وأسروا من فيها، ثم ساروا إلى "الفسطاط" فأمر شاور بإحراقها وأمر أهلها بالانتقال منها إلى القاهرة، وأن ينهب البلد خوفاً من أن ينهب البلد وخوفاً من أن يملكها الإفرنج، فنهبت المدينة وبقيت النار تحرقها أربعة وخمسين يوماً ثم حاصر الفرنجة القاهرة وضيقوا على أهلها، وكان شاور هو المتولي للعساكر والقتال فضاق به الأمر وضعف عن ردهم، فأخلد إلى الحيلة وراسل ملكهم عموري ووعده بمال عظيم ألف ألف دينار مصرية يعجل بعضها الآن، ودفع لهم منها "مائة ألف دينار" وسألهم الرحيل عنه ليجمع لهم المال، فرحلوا قريباً، وجعل يجمع لهم المال

[1] المصدر نفسه ص 495.
[2] النجوم الزاهرة (5/ 349).
[3] تاريخ الفاطميين ص 495.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست