اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 170
من قوة لإدراكه بأن هذه المعركة هي معركته الأخيرة وجرى اللقاء تحت أسوار القاهرة: اتسمت المعركة بالعنف وانتهت بانتصار أسد الدين شيركوه بعد أن تخلىَّ الجيش والناس والخليفة عن ضرغام، وقتل أثناء محاولته الفرار قرب مشهد السيدة نفيسة - المزعوم - في شهر رجب 559هـ/شهر حزيران 1164م كما قتل أخوه ناصر الدين ودخل أسد الدين شيركوه القاهرة منتصراً وأعاد شاور إلى منصبه في الوزارة، ثم أقام معسكره خارجها [1].
وبعد أن ضمن شاور عودته إلى منصب الوزارة عاد إلى طبيعته التي اتصف بها - من المكر والخداع - ليدخل في صراع جديد مع أسد الدين شيركوه، فأساء معاملة الناس وتناسى وعوده لنور الدين محمود بل سرعان ما ظهرت عليه إمارات الغدر فنقض اتفاقيته معه، وطلب من شيركوه الخروج من مصر وأن يعود فوراً مع قواته إلى بلاد الشام، ولكن هذا الأخير رفض الاستجابة لطلبه، وردَّ على موقفه المتقلب، فسارع إلى الاستيلاء على بلبيس وحكم البلاد الشرقية، [2] ولم يَسَعْ شاور إلا أن يستنجد بالملك عموري الأول الذي كان يتأهب للزحف على مصر، وأخذ يخوَّفه من نور الدين محمود وعرض عليه أن:
- يؤدي له مبلغ ألف دينار عن كل مرحلة من مراحل الرحلة من بيت المقدس إلى نهر النيل، البالغ عددها سبعاً وعشرين مرحلة.
- يمنح هدية لكل من يصحبه من فرسان الأسبتارية الذين كانوا يشكلون عماد جيش مملكة بيت المقدس، في محاولة منه لإغراء فرسانها بالاشتراك بالحملة.
- يتكفّل بنفقات علف أفراسهم، مقابل مساعدته لإخراج أسد الدين شيركوه من مصر [3] وهكذا انغمس شاور في اللعبة السياسية بين الأعداء الكبار ومحاولاً بذلك إثارتهم لمصلحته الخاصة ولا شك بأن عموري الأول كان آنذاك يراقب تطورات الموقف السياسي والعسكري في مصر، فلما علم بزحف أسد الدين شيركوه ازدادت مخاوفه، ولما وصلت إليه دعوة شاور رَّحب بها، وبذلك لم تُصنع الفرصة عليه لدخول مصر وإن اختلف الحليف، الأمر الذي لا يهمه في شيء فكل ما يعنيه هو دخول مصر [4]. [1] المصدر نفسه ص 329. [2] الباهر ص 121 - 122 تاريخ الزنكيين في الموصل ص 330. [3] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 330. [4] المصدر نفسه ص 330.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 170