responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 167
الدبلوماسية وقد وصلت في 552هـ/1157م سفارة من جانب نور الدين وتكرر ذات الأمر في العام التالي أي 553هـ/1158م وردت الدولة الفاطمية على تلك السفارة بأن تم إعادة السفير النوري إلى بلاده، ومعه هدايا وأسلحة تقدر بثلاثين ألفاً من الدنانير، وعينيات تقدر بسبعين ألفاً من أجل دعم صراع نور الدين مع الصليبيين [1] ونجد سفارة أخرى من نور الدين في عام 554هـ/1159م ومن جهة أخرى أظهرت الدولة الفاطمية ودها له، فأرسل العاضد في عام 555هـ/1160م بالخلع إليه والواقع أن التعليل المنطقي لذلك أن الفاطميين بعد أن فقدوا عسقلان عام 548هـ/1153م أدركوا أكثر من ذي قبل؛ خطورة الصليبيين عليهم وضرورة الاستفادة من قوة الدولة النورية وثقلها السياسي والعسكري [2].

1 - دوافع فتح مصر عند نور الدين: كان فتح مصر من أعظم منجزات نور الدين رحمه الله، فقد تمكن من إسقاط الدولة الفاطمية العبيدية، التي استمرت أكثر من قرنين تنشر الفساد السياسي والخلل العقدي في أنحاء العالم الإسلامي، فهي التي أعانت الصليبيين في احتلال بلاد الشام بتحالفها وتآمرها معهم وهي التي تبنت المذهب الباطني ونشرته في ديار المسلمين، وعندما سادت الفوضى إدارة الحكم فيها، وتحكم الوزراء بالأمر دون الخلفاء طمع الصليبيون بغزو مصر فهاجموها المرة تلو المرة وعندها جرد نور الدين محمود حملاته العسكرية لتخليص مصر من مطامعهم، ولإعادة أرض الكنانة إلى منهج أهل السنة والجماعة، وجمع كلمة المسلمين [3] ويمكن تلخيص أبرز الدوافع التي أدت إلى غزو مصر ما يأتي:

الدافع الأول: حالة الفوضى التي سادت مصر آخر آيامها فقد أصبحت الدولة تعاني كثيراً من مظاهر الإنحلال والفساد، حتى صار من الأمور الشائعة، أن يصبح الخليفة أو الوزير مقتولاً، خلال الصراع الدائر بين الوزراء أنفسهم، أو بين الوزراء والخلفاء فقد قتل الظافر على يد وزيره، وتحكم الوزراء فيمن جاء بعده وفي اختيار من يشاءون، وقتل الوزراء بعضهم بعضاً، فقد تولى الوزارة في عام واحد ثلاثة وزراء: العادل بن رزيك، وشاور وضرغام، فضعفت الدولة وسادت الفوضى في البلاد ومن أواخر هذا الصراع خروج شاور من مصر، بعد أن طرده "ضرغام" ومن ثم استنجاده بنور الدين محمود، الذي وجد الفرصة مواتيه لتوحيد الوحدة الإسلامية في بلاد الشام ومصر.

[1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 84.
[2] المصدر نفسه ص 84.
[3] الجهاد والتجديد ص 195.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست