responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 151
ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة، ومن ليس عليهم حرج، وكان ربيع القطان من طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداء نبيك [1] وقد أبلى العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صور حقيقية للجهاد في سبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم مالاً يقل على الثمانين عالماً، منهم ربيع القطان والمميسي وغيرهما، وحققوا انتصاراً باهراً وكادوا يستولون على المهدية، لولا أن ساعة الغدر حلت ورجعت الكرة عليهم، حين خدعهم أبو يزيد وأسفر عن وجهه القبيح المناوئ لأهل السنة وأمر جنده أن ينكشفوا عنهم بقوله: إذا التقيتم مع القوم فانكشفوا عن أهل القيروان حتى يتمكن أعداؤكم من قتلهم لا نحن فنستريح منهم [2]. وكان غرضه من تلك الفعلة الشنيعة والخدعة المنكرة: الراحة منهم لأنه فيما ظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء الله فيتبعونه [3] فهزم شر هزيمة حيث انضم عدد غير قليل من جنده إلى صفوف عدوه ولم يبق له من الجند إلا القليل، وقتل شر قتلة، وكانت نهايته يوم 30 محرم سنة 336هـ ([4]
وقد أثرت هذه المواجهة بين السنة والشيعة على الساحة المغربية فيما بعد، حيث استمرت المقاومة فيمن جاء بعدهم حتى بعد خروج بني عبيد من المغرب، فكانوا يبحثون عن مراكز وجود الشيعة، فإذا عثروا عليهم قتلوهم وسلبوا أموالهم، فقد ذكر ابن عذارى في البيان المغرب أنه: كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة من شرار الأمة انصرفت العامة إليهم من فورهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً رجالاً ونساءً وانبسطت أيدي العامة على الشيعة وانتهبت دورهم وأموالهم [5]، ويصف القاضي عياض هذه الحادثة: وكان ابتداء ذلك اليوم الجمعة منتصف المحرم، قتلت العامة الرافضة أبرح قتل بالقيروان وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم، وخرج الأمر من القيروان إلى المهدية وإلى سائر بلادهم فقتلوا وأحرقوا بالنار، فلم يترك أحد منهم في إفريقية إلا من اختفى [6]. وهكذا كان هذا النوع من المقاومة هو أشد الأنواع وأنكاها، طهر الله به أرض المغرب من بدعة التشيع الباطني الرافضي.

[1] معالم الإيمان (3/ 37 - 42).
[2] البيان المغرب (1/ 218).
[3] البيان المغرب (1/ 218).
[4] جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 344 ..
[5] البيان المغرب (1/ 268).
[6] ترتيب المدارك (2/ 625).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست