responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 130
السرعة في إرسال حملة صليبية جديدة، بعد أن أثار سقوطها الرعب في النفوس، ولا بسبب المكانة الدينية التي تتمتع بها هذه المدينة في تاريخ النصرانية فحسب، بل لأنها كانت أيضاً، أول إمارة أسسها الصليبيون في الشرق الأدنى، فجاء سقوطها إيدانا بتزعز البناء الكبير الذي شيده الصليبيون في الحملة الصليبية الأولى في الشرق الأدنى، وأدرك الغرب الأوروبي أنه إذا لم يسارع إلى ترميم ذلك البناء فإنه لن يلبث أن ينهار [1] وكانت نداءات الاستغاثة قد وصلت إلى البابا يوجنيوس الثالث من فرنج الشرق، فقد بعثت ملكة بيت المقدس بوفد رفيع المستوى إلى البابا لطلب النجدة بعد سقوط الرها [2] وأرسل البابا رسلاً إلى إمبراطور ألمانيا وملك فرنسا يحثهما على الإسراع لنجدة فرنج الشرق من خطر المسلمين، وفي الوقت كلف أحد رجال الدين المشهورين في فرنسا اسمه برنارد بالدعوة للحرب ضد المسلمين في الشرق، فقام هذا القس بالدور الذي قام به البابا أوربان الثاني عام 490هـ/1095م أثناء الدعوة للحملة الفرنجية الأولى [3]، لبى الإمبراطور كونراد الثالث ولويس السابع ملك فرنسا، دعوة البابا، وخرجا كل بجيشه عبر أوروبا باتجاه القسطنطينية ومن هناك عبرا مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى [4].

1 - السلاجقة يقضون على الجيش الألماني: كان الجيش الألماني يتقدم الجيش الفرنسي عدة أيام وعندما بلغ منطقة دوريليوم شرق مدينة نيقية نفس الموقع الذي انتصر فيه فرنج الحملة الأولى على السلاجقة بقيادة قلج أرسلان قبل خمسين عاماً، وقع الجيش الألماني في قبضة جيش السلطان مسعود أمير سلاجقة الروم في آسيا، فقد تراجع السلطان مسعود وفق خطة عسكرية ذكية حتى وصل الجيش الألماني تقدمه إلى قلب فريجيا، وكان السلطان مسعود قد نشر قواته على قمم الجبال المحيطة بهم ولما وصل الجنود الألمان إلى نهر باتيس قرب دوريليوم داهمهم الجيش السلجوقي، وكان قد استبد بهم التعب والظمأ فاختلت قيادتهم، وحاولوا الاحتماء في شعاب الجبال، لكن السلاجقة أحاطوا بهم وأمطروهم وابلاً من السهام، وفقد الجنود الألمان ميزة استعمال السهام لإبعاء الأتراك في حين افتقرت خيالتهم إلى العلف، عندئذ قَّرر كونراد الثالث الإنسحاب والعودة من حيث أتى، لكن السلاجقة لم يتركوه وشأنه فهاجموا مؤخرة جيشه

[1] عماد الدين زنكي ..
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 278 زبدة حلب (2/ 277 - 278).
[3] زبدة حلب (2/ 278) عماد الدين زنكي ص 163.
[4] المصدر نفسه ص 166.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست