اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 119
فأوسعها حرَّ القِراع مُؤيَدٌ ... بصيرٌ بتمرين الألدَّ لِدَادةٌ
كأنَّ سنا لَمْعِ الأسنَّةِ حوله ... شرارُ ولكن في يديه زناده
فأضرمها نارين: حرباً وخدعة ... فما راع إلا سورُها وإنهدادُهُ
فصَّدت صُدُودَ البِكْر عند افتضاضها ... وهيهات كان السيف حتماً سفاده (1)
فيما ظَفَراً عمّا البلاد صلاحه ... بمن كان قد عمَّ البلادَ فساده
فلا مُطْلَقٌ إلا وشُدّ وثاقه ... ولا مُوثَقٌ إلا وحُلَّ صِفاده
ولا مِنبرٌ إلا ترنحَّ عُوُده ... ولا مصحف إلا أنار مداده
فإن يثكل الإبرنز فيها حياته ... وإلا فقل للنجم كيف سُهادُهُ
وباتت سرايا القمص نقمص دونها ... كما يتتّرى عن حريق جراده
إلى إين يا أسرى الضَّلالة بعدها ... لقد ذَلَّ غاويكم وعَزَّ رشاده
رُوَيْدكُمُ لا مانع من مُظفَّر ... يعانِدُ أسباب القضاء عِنادُهُ
مُصيبُ سهام الرأي لو أن عَزْمَهُ ... رمى سَدَّ ذي القرنين أصمى سَدادُهُ
وقل لملوك الكُفر سُلُم بعدها ... ممالكها إن البلاد بلاده
كذا عن طريق الصُّبح أيتها الدُّجى ... فيا طالماً غال الظلام امتدادُهُ
ومن كان أملاك السَّمواتِ جنده ... فأية أرض لم ترضها جياده
ولله عزم ماءُ سيحان ورده ... وروضة قسطنطينية مستراداه (2)
وله قصيدة هنَّأ بها القاضي كمال الدين بن الشهرُزُوري أَوّلُها: هي جنة المأوى فهل من خاطب يقول فيها:
إن الصَّفائح يوم صافحت الرُّها ... عطفت عليها كل أشوس ناكب
فتح الفتوح مبشَّراً بتمامه ... كالفجر في صدر النَّهار الأيبِ
لله أّية وقفة بدرية ... نُصرت صحابتها بأيمن صاحب
ظفٌر كمال الدين كنت لقاحَه ... كم ناهض بالحرب غير محارب
(1) في رواية: نفاده.
(2) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 143).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 119