اسم الکتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 78
أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أم شباناً" [1]، ومحاسبة الولاة [2] وفق مبدأ "من أين لك هذا"، ومنعهم من أذى الرعية، وفتح بابه أمام شكاوي الناس [3]. وتدوين الدواوين [4]، وتعيين العرفاء على العشائر والقبائل [5]. وابتدأ التأريخ الهجري، وكان لا يستحل الأخذ من بيت مال المسلمين إلا حلة للشتاء وأخرى للصيف وناقة لركوبه وقوته كقوت رجل متوسط الحال من المهاجرين (6)
وتدل خطبه ورسائله إلى الولاة والقادة على بلاغته العالية وبيانه الواضح مع الإيجاز المفيد والبعد عن الإطناب والإغراب والمبالغة، وتعبر بدقة عن شعوره العميق بالمسؤولية تجاه الدين والرعية، مع حسن التوكل على الله والثقة بالنفس [7]. وقد غلبت الدولة الإسلامية في عهده الفرس والروم وحررت الهلال الخصيب ومصر، ومصرت الكوفة والبصرة والفسطاط، ومازالت في صعود وامتداد. حتى اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر ليلة الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة، بعد خلافة دامت عشر سنين وستة أشهر [8]، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة [9]. [1] أحمد: فضائل الصحابة 1: 351 بإسناد صحيح. [2] أحمد: فضائل الصحابة 1: 293. [3] ابن سعد: الطبقات 4: 281. [4] أحمد: فضائل الصحابة 1: 328، وابن سعد: الطبقات 3: 300 بإسناد صحيح، ويعقوب بن سفيان: المعرفة والتأريخ 2: 58. [5] المصادر السابقة.
(6) أحمد: فضائل الصحابة 1: 405، وابن سعد: الطبقات 3: 275 وإسنادهما صحيح. [7] محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة 406 - 528. [8] مسلم: الصحيح 1 - 396 رقم 567، وابن سعد: الطبقات 3: 563، وأبو نعيم: معرفة الصحابة 1: 391. [9] أبو نعيم معرفة الصحابة 1: 591.
اسم الکتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 78