responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 451
أدرك علي رضي الله عنه خطورة الموقف، وما يمكن أن يجرَّ إليه الخلاف من تمزيق الدولة الإسلامية، فعزم على إعادة المعارضين إلى الطاعة، واستنفر أهل المدينة للخروج معه فاجتمع معه حوالي سبعمائة رجل [1]، وتثاقل عنه عدد من كبار الصحابة منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وأبو مسعود الأنصاري ومحمد بن مسلمة الأنصاري وعبد الله بن سلام وأسامة بن زيد وأهبان بن صيفيّ .. إذ رأوا أنها أحداث فتنة ينبغي عدم الخوض فيها. وقد اختص النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بالتحذير من المشاركة في الفتن الداخلية، فاعتذروا لعلي بذلك.
وقد حاول عبد الله بن سلام أن يثني علياً عن عزمه على الخروج من المدينة إلى العراق "لا تأتِ العراق، وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فالزمه .. فوالله لئن تركته لا تراه أبداً". فقال رجال من حول علي: دعنا فلنقتله. فأجابهم: إن عبد الله بن سلام منا رجل صالح [2].
وقد خرج علي من المدينة متجهاً إلى العراق، وقد عسكر في الربذة [3] حيث أضيف إلى جنده مائتا رجل [4]، فبلغوا تسعمائة رجل.
وقد حاول الحسن بن علي ثني أبيه عن الذهاب إلى العراق وهو يبكي لما أصاب المسلمين من الفرقة والاختلاف، لكن علياً رفض ذلك، وأصر على إعادة المعارضين له إلى الطاعة محتجاً ببيعتهم له بالمدينة [5].

[1] البلاذري: أنساب الأشراف 2: 45 ب بسند حسن.
[2] ابن حجر: المطالب العالية (المسندة) ق 630 - 631 نقلاً عن ابن اسحق بن راهويه.
[3] الربذة: قرية تقع شرق المدينة على بعد 204 كيلومتر عنها، وعلى الإبل مسافة ثلاثة أيام ونصف اليوم للإبل السريعة (علي ثائب العمري: النبذة في ترجمة أبي ذر وتأريخ الربذة ص 269).
[4] البلاذري: أنساب الأشراف 2: 45 ب.
[5] ابن أبي شيبة: المصنف 15: 99 - 100 بإسناد حسن و 274، والبخاري: التأريخ الكبير 1: 67، والحاكم: المستدرك 3: 115، والذهبي: تأريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) 487.
اسم الکتاب : عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست