responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 83
خامساً: التوتر بين عماد الدين والسلطان مسعود:
أجرى الخليفة المسترشد بالله العباسي مفاوضات ناجحة مع عماد الدين زنكي وعُقد الصلح بين الجانبين في مطلع عام 528هـ أواخر عام 1133م وتبودلت الهدايا، وأرسل عماد الدين زنكي ابنه سيف الدين غازي إلى الخليفة ليؤكد طاعته وولاءه له [1] واستنجد الخليفة بزنكي عام 529هـ أثناء صراعه مع السلطان مسعود وكان عماد الدين زنكي آنذاك يحاصر دمشق، ففك الحصار عنها، وعقد صلحاً مع حكومتها حتى لا يُطعن من الخلف وعاد مسرعاً إلى بغداد لنجدة الخليفة إلا أنه وصل متأخراً، إذ انتصر السلطان مسعود على الخليفة المسترشد في المعركة التي دارت بينهما في العاشر من شهر رمضان ووقع في السر، وظل مأسوراً حتى منتصف ذي القعدة، حين هاجمه جماعة من الباطنية وقتلوه [2] وقد فصلت في سيرة المسترشد بالله العباسي في كتابي عن دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي. هذا وقد أخذت البيعة بعد مقتل المسترشد بالله لابنه أبو جعفر منصور الملقب بالراشد بالله (529هـ -530هـ) بموافقة السلطان مسعود [3]، وهكذا ضاعت فرصة أخرى من يد عماد الدين زنكي للسيطرة على العراق [4]، ونتيجة لهذه التطورات السياسية ازداد التوتر بين عماد الدين زنكي والسلطان وقد بلغ حداً دفع الثاني إلى تدبير مؤامرة لاغتيال الأول حتى يتخلص من خطره بشكل نهائي فاستدعاه إلى أصفهان، لكن دُبَيساً أخبره. بنواياه وحذَّره من التوجه إلى بلاطه، فامتنع عن الذهاب، ولما علم السلطان بما فعله دُبيس قتله على الفور [5].
وكان عماد الدين زنكي قد أحسن لصدقه فعندما وقع في يدي تاج الملوك حاكم دمشق طلب عماد الدين من أمير دمشق أن يسلمه دُبيساً وإن امتنع عن تسليمه سار إلى دمشق وحصرها وخرّبها ونهب بلدها فأجاب تاج الملوك إلى ذلك، وأرسل عماد الدين سونج بن تاج الملوك والأمراء الذين معه، وأرسل تاج الملوك دُبيساً، فأيقن دُبيس بالهلاك ففعل زنكي معه خلاف ما ظن وأحسن إليه وحمل له الأقوات، والسلاح والدواب وسائر أمتعة الخزائن وقدمه على نفسه وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك [6]. ولما سمع عماد الدين زنكي بمقتل دبيس بن صدقة قال: فديناه بالمال وفدانا بالروح [7] وذكر ابن كثير بأنه فداه بخمسين ألف دينار ومالبثت العلاقات أن تدهورت بين

[1] المنتظم (10/ 34) الباهر ص 47 - 48.
[2] عماد الدين زنكي ص 57.
[3] المصدر نفسه ص 57 تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 95.
[4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 95.
[5] المنتظم (10/ 53) تاريخ الزنكيين ص 95.
[6] الكامل في التاريخ (8/ 680).
[7] واقع التربية الإسلامية في عهد نور الدين ص 17.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست