responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
بتأديبهم وقطع (رواتبهم)، حتى شفع فيهم بعض الأمراء فعفا عنهم. ثم أحظر موظفي الديوان وأمير حاجب وقال لهم: إذا كنتم تهملون أمر جندي الذين تحت ركابي، ومن هو ملازمي في سفري وأقامتي، وبهم من الحاجة إلى النفقات في أسفارهم ما تعلمونه، فكيف يكون حال من بعد عني؟ وأنكر عليهم ذلك، فخرجوا من عنده وفرقوا في الأجناد من أموالهم إلى حين وصول " رواتبهم " فأخذوا عوض ما أخرجوه [1]، ويعلق ابن الأثير على هذه الحادثة قائلاً بأن زنكي بهذا الأجراء: أصلح الجند لطاعة الديوان وأصلح الديوان للنظر في مصالح الجند وعظم نفسه عن أن يخاطب في هذا الأمر الحقير، وسهل عليه بذل المبلغ الكثير لمن يقوم بأموره [2].
ب- أمير حاجب زنكي: تولى صلاح الدين بن أيوب الياغسياني منصب أمير حاجب لدى زنكي، ويرجع ذلك في تولية الأخير على الموصل إذ كان أحد عضوين في الوفد الذي توجه إلى بغداد عام 521هـ لمفاوضة المسؤولين حول إقرار الوضع في المنطقة وقد وعده زنكي بتوليته منصب أمير حاجب حالماً يستقر في الموصل فلما دخلها عام 521هـ ولاه هذا المنصب الهام [3]، وقد ظل الياغسياني يلازم زنكي في حله وترحاله، وأعتمد عليه هذا في مهامه العسكرية، وجعله أحد قواده الكبار. وكلفه بقيادة جيشه في عدد من المهام والمعارك العسكرية [4]، وتقدم لدى زنكي بالمناصحة وسداد التدبير. وحسن السفارة وصواب الرأي [5]، ولذلك لم يعترضه أو يقيله من منصبه طيلة فترة حكمه [6].
ج- تنظيم الجيش وعناصره: يعتبر نظم عماد الدين زنكي امتداد لنظم السلاجقة من جهة وأساس للنظم الأيوبية والمملوكية من جهة أخرى ومن العناصر التي كانت تشكل جيش زنكي، الخراسانيون، والتركمان الذين كانوا يشكلون أعداداً كبيرة، إذ يشير ابن القلانسي إلى أن زنكي عند ما حاصر الرها عام 539هـ كاتب طوائف التركمان بالاستدعاء لهم للمعونة عليها (أي على الرها) وأداء فريضة الجهاد، فوصل إليه منهم الخلق الكثير بحيث أحاطوا بها من جميع الجهات وحالوا بينها وبين ما يصل إليها من الميرة والأقوات [7]، وقد استفاد زنكي من التركمان لجهاد الصليبيين بالدرجة الأولى. وقام بنقل طائفة من التركمان الأيوانية مع أميرهم "الياروق" إلى الشام وأسكنهم بولاية

[1] الباهر ص 83 عماد الدين زنكي ص 193.
[2] الباهر ص 83 عماد الدين زنكي ص 193.
[3] الباهر ص 35 عماد الدين زنكي ص 195.
[4] ذيل تاريخ دمشق ص 258.
[5] كتاب الروضتين نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 195.
[6] عماد الدين زنكي ص 195.
[7] الباهر ص 279 عماد الدين زنكي ص 197.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست