responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 589
أ - التضييق على أنصار الفاطميين وبخاصة أن والي اليمن عبد النبي بن مهدي كان شيعياً رافضياً.
ب- استطاع صلاح الدين تأمين حدود مصر الجنوبي، لأن ضم اليمن، الذي يُعدُّ مفتاح البحر الأحمر من ناحية الجنوب، يؤمن له السيطرة العسكرية والتجارية على الأقاليم الجنوبية ويُبعد احتمال حدوث تقارب بين الصليبيين الذين يتطلعون للسيطرة على البحر الأحمر وبين الحبشة التي تدين بالديانة النصرانية، حتى لا يقع بين فكي الكماشة الصليبية على سواحل البحر المتوسط في الشمال، والأحباش على سواحل البحر الأحمر في الجنوب.

ت- كانت اليمن آنذاك تمر بمرحلة عدم استقرار تتنازعها الأهواء السياسية والدينية والمذهبية وبخاصة بين زبيد وصنعاء، كما ظهر دعيُّ زعم أنه المهدي المنتظر هو عبد النبي بن مهدي وتغلبَّ على اليمن، وخطب لنفسه بعد أن قطع الخطبة للعباسيين، وتسمَّى بالإمام، وبنى على قبر أبيه قبَّة عظيمة، وأمر أهل اليمن بالحج إليها ومنعهم من الحج إلى مكة.
ث- أراد صلاح الدين وضع حد لهذه التجاوزات والمساوئ التي تهدد وحدة المسلمين وبخاصة بعد أن أرسل إليه أهل اليمن يستنجدون به لإنقاذهم [1]. ومهما يكن من أمر، فقد: وجه صلاح الدين سرية بقيادة أخيه الأكبر شمس الدولة توران شاه الذي ورد مكة فاعتمر بها وسار منها إلى زبيد، فامتلكها كما سار إلى عدن وامتلكها ومنع الجيش من نهبها وقال: ما جئنا لنخرب البلاد، وإنما جئنا لعمارتها وملكها، ثم سار إلى بقية الحصون والمخالف والمعاقل فملكها، واستوثق له ملك اليمن بحذافيره وخطب للخليفة العباسي [2]. وقتل الدعي المسمى بعبد النبي، وصفت اليمن من أكدارها، وعادت إلى ما سبق من مضمارها [3]، وكتب شمس الدولة إلى أخيه الملك الناصر صلاح يخبره بما فتح الله عليه وأحسن إليه، فكتب الملك صلاح الدين بذلك إلى نور الدين، فأرسل نور الدين بذلك إلى الخليفة يبشره بفتح اليمن والخطبة بها له [4].

4 - فتح بلاد النوبة: وكانت وقتها مملكة نصرانية عاصمتها مدينة دنقلة تقع في أعالي النيل، وتربطها بمصر روابط متينة بشكل عام منُذ الفتح الإسلامي ولما قامت الدولة الأيوبية في مصر أراد صلاح الدين فتح بلاد النوبة لحماية مصر من التعدّي عليها من ناحية الجنوب وأرسل أخاه تورانشاه في شهر جمادي الاخرة عام 568هـ/ شهر كانون الثاني عام 1173م إلى بلاد النوبة، ففتح إبريم، وسبى وغنم، ثم عاد إلى قوص، ودخل الإسلام إلى

[1] تاريخ الأيوبيين في مصر وبلادالشام ص 48.
[2] الطريق إلى بيت المقدس ص 96.
[3] المصدر نفسه ص 96.
[4] المصدر نفسه ص 96.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست