اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 578
وله من جملة قصيدة:
يا عازلي في هوى أبناء فاطمة ... لك الملامة إن قصّرت في عزلي
بالله زُرْ ساحة القصرين وابك معي ... عليهما لا عَلى صفين والجمل
وقل لأهلهما والله ما التحمت ... فيكم قُروحي ولا جُرْحي بمُندمل
ماذا ترى كانتِ الإفرنج فاعلة ... في نسل آلِ أمير المؤمنين علي (1)
وأنا استغرب من عمارة اليمني في نعيه لأيام الفاطميين وحنينه إلى بدعهم وأعيادهم وقصورهم وتحديه للدولة السنية الجديدة في مصر ودفاعه عن الفاطميين وآكاذيبهم في زعمهم بأنهم من النسل النبوي الكريم، فهل متاع الدنيا الزائل يفعل بالعقائد الصحيحة ما فعله بعمارة اليماني، وهل العطايا والجاه والمناصب تجعل الإنسان يترك عقيدته الصحيحة ويبكي على إطلال الدولة الفاطمية الشيعية الرافضة؟ وينخرط في بلاد الإسلام؟ إن هذا لشيء عجاب.
2 - حصار الإسكندرية: إن أهل الإسكندرية ساهموا في نجاح المشروع السني بمصر، ودافعوا عن صلاح الدين عندما حوصر بها وهم يدافعون عن المدينة بشجاعة فائقة ورجولة منقطعة النظير، ومسلمي مصر عموماً وأهل الإسكندرية منهم خصوصاً دائماً وأبداً في الخندق المدافع عن قضايا الأمة قديماً وحديثاً، ولهم من الطاقات الفكرية والأمكانات المادية، والأقلام السيالة وصفاء الفطرة ما يجعلهم في مصاف من يتصدى للمشروع الشيعي الرافضي الباطني والمشروع الأمريكي الغربي وقد قاوم المصريون قديماً النفوذ الشيعي الباطني وتعاونوا مع إخوانهم من أهل السنة، فكرياً وعقائدياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً حتى تّم القضاء على المشروع الشيعي الباطني ولذلك نجد كتّاب الشيعة الرافضة يقولون عن مصر وأهلها: أبناء مصر؛ لعنوا على لسان داود عليه السلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير [2]، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها [3]، وقالوا بئس البلاد مصر، أما أنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل [4]، وقالوا: انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها لأنه يورث الدياثة [5]، وجاءت عندهم عدة روايات في ذم مصر، وهجاء أهلها، والتحذير من سكناها، ونسبوا هذه الروايات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى محمد الباقر، وإلى علي الباقر، وهذا رأي الشيعة الروافض
(1) كتاب الروضتين (2/ 295). [2] بحار الأنوار (60/ 208) تفسير القمي ص 596. [3] تفسير العياشي (1/ 304) البرهان (1/ 456). [4] تفسير العياشي (1/ 305) البرهان (1/ 457). [5] بحار الأنوار (60/ 211) أصول الشيعة (2/ 900).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 578