responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 562
معه عن الدفاع عن استقلالها، أو حتى عن بقائها وعرف القاضي الفاضل الكثير عن القوات المصرية عن طريق عمله معها في ديوان الجيش وفي ديوان الإنشاء الذي كان يتعامل مع ديوان الجيش ويشرف على العيون والرسل، فألّم بهذه القوات وعرف دخائلها وأطلّع على كل فرقة منها وعلى نيات كل قائد من قوّادها، ولم يضنَّ بمعلوماته عنها على صلاح الدين، بل وجهه في تنظيم جيشه الأيوبي وإدارته، وظل طول عمله مع صلاح الدين يشرف على عساكره، ويراقب إعدادها وتنظيمها ومواردها المالية ويصحبها من مصر إل الشام لتحارب مع صلاح الدين ومن الشام إلى مصر لتستعد وتتجهز لحملات مقبلة ضد الفرنج وقد أنشا صلاح الدين في بداية عهده في الوزارة جيشاً كبيراً ازداد عدداً وعّدة بمرور القت واتساع عملياته الحربية ضد الفرنج وكان قوام هذا الجيش في مصر الحرس الخاص، والجيش النظامي في مصر، ثم الجيوش الشعبية التي تكوّنت من أمراء الإقطاع وجنودهم، ولاسيما في الشام والجزيرة بعد سنة 570هـ/1174م والبدو [1] ويأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى مفصلاً في الحديث عن الدولة الأيوبية وصلاح الدين.

رابعاً: التصدي للحملة الصليبية البيزنطية المشتركة وحصار دمياط 565هـ:
أدرك الإفرنج خطورة موقفهم بعد فتح مصر، وتولى صلاح الدين وزارتها، فاتفق ملك القدس "عموري" مع إمبراطور بيزنطة على غزو مصر بأساطيلهم وحاصروا دمياط تنفيذاً لذلك التحالف [2]، وأرسل صلاح الدين قواته بقيادة خاله شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأرسل إلى نورالدين يشكو ما هم فيه من المخافة ويقول: إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية [3]. إلى صلاح الدين فسير وقد قام نورالدين بالدور المتوقع منه واتخذ القرار السليم العساكر ثم سار هو بنفسه إلى بلاد الفرنج الشامية وقام بشن الغارات على حصون الفرنجة وقلاعهم ووصلت سراياه إلى المدى الذي لم تصله من قبل في بلادهم ليخفف الضغط عن مصر وفي ذلك تعزيز ودعم لصلاح الدين حتى يتمكن من إحكام السيطرة على مصر، ليتفرغ بعد ذلك للمساعدة في تحقيق الهدف الإستراتيجي الكبير المتمثل في تحرير سواحل بلاد الشام من الاحتلال [4] الفرنجي وقامت حامية دمياط بدور بطولي في الدفاع عن المدينة وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر، منعت

[1] القاضي الفاضل ص 127.
[2] الجهاد والتجديد ص 207.
[3] المصدر نفسه ص 207.
[4] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 160.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 562
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست