responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 558
وأمرائه ثم يغدر بهم ويقتلهم، فنهاه ابنه الكامل عن ذلك وقال له: ولله لئن عزمت على هذا الأمر لأُعرَّفَنَّ أسد الدين. فقال له أبوه: والله لئن لم أفعل لنقتلن جميعاً. فقال: صدقت، ولئن نُقتل ونحن مسلمون والبلاد بين المسلمين خير من أن نقتل وقد ملكها الفرنج، فليس بينك وبين عود الفرنج إلا أن يسمعوا بالقبض على شِركوه، وحينئذ لومشى العاضد إلى نور الدين لم يرسل فارساً واحداً ويملكون البلاد، فترك ما كان عزم عليه [1]، وأخيراً اتفق صلاح الدين وبعض الأمراء على التخلص من هذا الخائن المراوغ شاور فأسروه، وسمع العاضد بذلك فأرسل إلى شيركوه يطلب رأسه، وأذن أسد الدين بقتله فقتل، وأرسل رأسه إلى العاضد في السابع عشر من ربيع الآخرة، عام 643هـ [2].

ر- تولي أسد الدين الوزارة للعاضد: ودخل أسد الدين القاهرة، وقصد قصر العاضد فخلع عليه الوزارة، ولقبه الملك المنصور، وأمير الجيوش، واستعمل على الأعمال من يثق به من أصحابه وأقطع البلاد لعساكره، وقد مدح الشعراء أسد الدين شيركوه لما حقق من الانتصارات فقال العماد
بلغت بالجد مالا يبلغ البشر ... ونلت ما عجزت عن نيله القُدَر
أصبحت بالعدل والإقدام منفرداً ... فقل لنا: أعليّ أنت أم عمر
أفخر فإن ملوك الأرض أذهلهم ... ما قد فعلت، فكلُّ فيك مفتكِرُ
سهرت إذ رقدوا بل هُجْتَ إذ سكنوا ... وصُلت إذ جبنوا، بل طُلت إذ [3] قصروا
س- وفاة أسد الدين: ولم تطل وزارة شيركوه، حيث توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 564هـ فكانت ولايته شهرين وخمسة أيام رحمه الله رحمة واسعة وخلفه في الوزارة ابن أخيه صلاح الدين [4] وكان أسد الدين من أكبر قادة نورالدين، وقد ادخره الملك العادل للخطوة الكبرى التي كان يمهد لها، وهي ضم مصر إلى بلاد الشام وكان رحمه الله كريماً على جنده، صارماً يعرف كيف يقر النظام في عسكره فهابه جنده وأحبوه، وركبوا معه المخاطر في حملات عظيمة [5] نفع الله بها الإسلام والمسلمين وساهمت في تقوية المشروع المقاوم للغزو الصليبي الذي كان يقوده نور الدين ثم من بعده صلاح الدين وسيتأتي التفصيل بإذن الله عن أسد الدين شيركوه وبني أيوب في حديثنا عن عصر الدولة الأيوبية وسيرة صلاح الدين الأيوبي بإذن الله تعالى.

[1] المصدر نفسه (2/ 56).
[2] الجهاد والتجديد ص 203.
[3] كتاب الروضتين ص 203، 204.
[4] الجهاد والتجديد ص 204.
[5] المصدر نفسه ص 204.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست