responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 533
غير تفريق بينهم، واعتبارهم جميعاً عدولاً خلافاً للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم عدا نفر قليل منهم فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم ونشر المذهب الحق فيهم، حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفاً للإسلام وخارجاً عن جماعة المسلمين يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداة والقتال والمقاطعة وغير ذلك من المعاملة، لعله يرتدع ويرجع وتيوب [1].
والنوع الثاني: المؤلفات التي ألقت للرد على الشيعة خاصة وعلى عقائدهم الباطلة: وهذا النوع من التأليف - كما سبق الحديث عنه - جاء نتيجة ظروف خاصة أوجبت على أهل السنة الرد عليهم، وتفنيد شبههم ودحض باطلهم من هذا الصنف من المؤلفات نذكر كتابي "الإمامة" اللذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون، وقد سبق الحديث عنهما، وهما أعظم ما ألف في هذا الفن، يقول عيسى بن مسكين: وما ألف في هذا الفن مثلهما [2]، وكتاب الإمامة للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وكتاب الرد على الرافضة له أيضاً، واللذات كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة الفاطمية العبيدية، فهذا النوع كان له أثره في المقاومة [3].
خ- مقاومة شعراء أهل السنة: إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة نظم الشعر لهجو بني عبيد وذمهم، وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء منهم: أبو القاسم الفزاري، فقد وصفهم ووصف سلوكهم فقال:
عبدوا ملوكهم وظنوا أنهم ... نالوا بهم سبب النجاة عموماً
وتمكن الشيطان من خطواتهم ... فأراهم عوج الضلال قويما
رغبوا عن الصديق والفاروق في ... أحكامهم لا سلموا تسليما
واستبدلوا بهما ابن الأسود نابحاً ... وأبا قدارة واللعين تميما

تبعوا كلاب جهنم وتأخروا ... عمن أصارهم الإله نجوما
أمن اليهود؟ أم النصارى؟ أم هم ... دهرية جعلوا الحديث قديما
أم هم من الصابئين أم من عصبة ... عبدوا النجوما وأكثروا التنجيما
أم هم زنادقة معطلة رأوا ... أن لا عذاب غداً ولا تنعيما
أم عصبة ثنوية قد عظموا ... النورين عن ظلماتهم تعظيما
سبحان من أبلى العباد بكفرهم ... وبشركهم حقباً وكان رحيما

[1] جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 349.
[2] المصدر نفسه ص 349.
[3] المصدر نفسه ص 349.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست