اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 530
المغرب قال عنه السلمي: كان فقيها صالحاً فصيحاً متعبداً أوحد زمانه في المناظرة والرد على الفرقة [1]. وقال عنه الخشني: كان يرد على أهل البدع المخالفين للسنة وله في ذلك مقامات مشهودة وآثار محمودة ناب عن المسلمين فيها أحسن مناب، حتى مثله أهل القيروان بأحمد بن حنبل [2]. وقال عنه المالكي: وكانت له مقامات في الدين مع الكفرة المارقين أبي عبد الله الشيعي وأبي العباس أخيه وعبيد الله أبان فيها كفرهم وزندقتهم وتعطيلهم [3]، حاولت الدولة الفاطمية بالمغرب أخبار الناس على مذهبهم بطريقة المناظةر وإقامة الحجة مرة والتهديد بالقتل مرة أخرى، فارتاع الناس من ذلك ولجؤوا إلى أبي سعيد وسألوه التقية فأبى وقال: قد أربيت على التسعين، ومالي في العيش حاجة، ولا بدلي من المناظرة عن الدين أو أن أبلغ في ذلك غدراً ففعل وصدق، وكان هو المعتمد عليه بعد الله في مناظرة الشيعة [4]، ومن أشهر هذه المناظرات.
- التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما: وأول هذه المناظرات كما يذكر صاحب المعالم حول التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما فبعد الاجتماع بين ابن الحداد وأبي عبيد الله الشيعي؛ سأل أبو عبد الله الشيعي ابن الحداد: أنتم تفضلون على الخمسة أصحاب الكساء غيَرهم -؟ يعني بأصحاب الكساء: محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ويعني يغيرهم: أبا بكر رضي الله عنه - فقال أبو عثمان: أيما أفضل؟ خمسة سادسهم جبريل عليه السلام؟ أو اثنان الله ثالثهما [5]؟ فبهت الشيعي.
- موالاة علي رضي الله عنه: في هذه المناظرة أراد عبيد الله الشيعي أن يثبت أن الموالاة في قوله عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلى مولاه [6]. بمعنى العبودية: قال له: فما بال الناس لا يكونون عبيداً لنا فقال ابن الحداد: لم يرد ولاية رق وإنما أراد ولاية الدين، ونزع بقوله تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون " (آل عمران، آية: 79 - 80) فما لم يجعله الله لنبي لم يجعله لغير نبي، وعلى رضي الله عنه لم يكن نبياً وإنما كان وزيراً للنبي صلى الله عليه وسلم [7] هذه إشارات عابرة [1] جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 328. [2] طبقات الخشني ص 199 معالم الإيمان (2/ 209). [3] رياض النفوس (2/ 75). [4] معالم الإيمان (2/ 298) جهود علماء المغرب ص 329. [5] سنن الترمذي، وتحفة الأحوذي رقم 3797 حسن غريب. [6] جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 331. [7] معالم الإيمان (2/ 185) جهود علماء المغرب ص 337.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 530