responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 527
أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا شيء، ولا ضوء ولا صلاة، ولازكاة، ولا أي فرض من الفروض، وسقط جميع ذلك عنكم، وأما لباس الفرو مقلوبا فإنما أردت أن أعلمكم أنكم قلبتم الدين، وأما قولي لكم بَح، فإنما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم من الزنى وشرب الخمر [1].

ش- إجبار الناس على الفطر قبل رؤية الهلال: وكانوا كثيراً ما يجبرون الناس على الفطر قبل رؤية هلال شوال [2]، بل قتلوا من أفتى بأن لا فطر إلا مع رؤية الهلال كما فعلوا بالفقيه ابن الحُبلى قاضي مدينة برقة قال الذهبي في ترجمته: الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة، محمد بن الحُبُلى أتاه أمير برقة، فقال: غداً العيد، قال: نرى الهلال، ولا أفطر الناس، وأتقلَّد إثمهم، فقال: بهذا جاء كتاب المنصور - وكان هذا من رأي العبيدية يفطَّرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية - فلم يُر هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلى، فأمر الأمير رجلاً خطب. وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضر، فقال له: تَنصَّلْ، وأعفو عنك، فامتنع، فأمر، فُعلقَِّ في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش، فلم يُسقَ، ثم صلبوه على خشبة فلعنة الله على الظالمين. (3)
ع- إزالة آثار خلفاء السنة: عمل حكّام الدولة الفاطمية في المغرب الإسلامي على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين فقد أصدر عبيد الله أمراً بإزالة أسماء الحكام الذين بنو الحصون والمساجد وجعل اسمه بديلاً منهم واستول هذا الشيعي الرافضي الباطني على أموال الأحباس وسلاح الحصون، وطرد العَّباد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله مخزناً للسلاح [4].

ل- دخول خيولهم المساجد: من جرائم عبيد الله الكثيرة أن خيله دخلت المسجد، فقيل
لأصحابها: كيف تدخلون المسجد؟ فقالوا: إن أوراثها وأبوالها طاهرة؛ لأنها خيل المهدي، فأنكر عليهم قيم المسجد، فذهبوا به إلى المهدي فقتله، يقول ابن عذارى: وامتحن عبيد الله في آخر حياته بعلة قبيحة: دود في آخر مخرجه يأكل أحشاءه فلم يزل به حتى هلك [5] إن المسلمين المعاصرين يقرءون تاريخ الدولة الفاطمية العبيدية لا يعلمون إلا ما كتب لهم عن التاريخ السياسي لهذه الدولة، ذهب فلان وخلفه فلان، وأنها دولة تحب العلم ونتشره، والمقصود نشر كتب الفلاسفة ولكن القليل من يذكر بطش هؤلاء الباطنية بالعلماء

[1] مدرسة القيروان (1/ 73).
[2] سير أعلام النبلاء (15/ 374).
(3) رياض النفوس (2/ 29).
[4] أيعيد التاريخ نفسه محمد العبده ص 39.
[5] مقدمة حسين مؤنس على رياض النفوس ص 17.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست