اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 520
1145م [1]. وأما اليهود الصهاينة فقد وضعوا خططهم منُذ البداية استغلال قوة ونفوذ الدول العظمى في تحقيق أهدافهم [2]، وها نحن نرى الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل.
ب- الهجرة والاستيطان: استقَّرت جيوش الحملة الأولى الصليبية في المناطق التي احتلتها من بلاد الشام وأقامت فيها الإمارات الفرنجية المعروفة، بعد ذلك تدفق المهاجرون من أوروبا إلى تلك الإمارات بأعداد كبيرة، ومع أن بعضهم كان يأتي لغرض الحج إلى القدس ويعود بعد إكمال الزيارة إلا أن غالبيتهم كانوا يأتون بقصد الإقامة والاستيطان كانت هذه الهجرة متواصلة وبأعداد كبير زادت في بعض الحالات عن أعداد بعض الحملات المنظمة التي عرفت بأرقام متسلسلة [3]. ساعدت هذه الهجرة على زيادة قَّوة الإمارة الفرنجية، وتوسّعها وصمودها في وجه القوة العربية الإسلامية التي كانت تحاول القضاء عليها [4]، على الجانب الآخر كانت هجرة اليهود إلى فلسطين تشكل الركن الأساسي في المشروع الصهيوني لإقامة دولة اليهود فيها، وحظي موضوع الهجرة من حيث الدعاية لها وتنظيمها وتنفيذها بالقسط الأوفر من اهتمام المفكرين الصهاينة الأوائل، ومن أهمهم تيودور هرتزل أول زعيم للصهيونية العالمية الذي وضع فصلاً خاصاً في كتابه المشهور "دولة اليهود" عن الهجرة وأهميتها وتنظيمها وباب الهجرة مفتوح على مصرعيه بعد قيام دولة اليهود [5] إلى يومنا هذا.
ج- تضليل الرأي العام وخداعه: قامت المؤسسة البابوية التي خططت للحروب الفرنجية وأشرفت على تنفيذها بتضليل الرأي العام الأوروبي من خلال الدعاية الكاذبة التي كانت تسبق كل حملة، فقد افتتح البابا أوربان الثاني الحملة الدعائية الكبيرة للحرب الفرنجية في خطابه المشهور عام 1095م في مجمع كليرمونت، وأدّعى فيه أن المسيحيين في المشرق الإسلامي يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والقتل وأن بيوتهم وكنائسهم تحرق وتُهدم وأن المسلمين، البرابرة المتوحشين، استولوا على مدينة القدس ومنعوا المسيحيين المؤمنين من زيارة قبر السيد المسيح فيها ولذلك يوجب على مسيحيين أوروبا نجدة إخوانهم مسيحي الشرق وتخليصهم من الاضطهاد والتعذيب والقتل، وتحرير قبر المسيح من سيطرة البرابرة المسلمين [6]، انتشرت هذه الدعاية الكاذبة المضللة في أوروبا على يد رجال الكنيسة وكان لها أثر كثير في إثارة الحماس الديني لدى الأوروبيين، فتجمعت حشودهم وتوجهت تحت راية الصليب لحرب المسلمين وبنفس الأسلوب جرت الدعاية الصهيونية المضَّللة قبل الغزو [1] دور نور الدين محمود ص 224. [2] المصدر نفسه ص 225. [3] المصدر نفسه ص 225. [4] المصدر نفسه ص 225. [5] المصدر نفسه ص 226. [6] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 226.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 520