responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 514
جميع الأمراء المشاركين واحتل حارم ثم استثمر الفوز وتوجه إلى بانياس التي تتبع لمملكة بيت المقدس وحاصرها واحتلّها، فاضطر ملك القدس لرفع الحصار عن جيش نور الدين في بلبيس والإسراع بالعودة إلى مملكته وكان هذا أيضاً ما خطط له نور الدين وقد حققه بهجوم مفاجئ وسريع على مكان ضعيف وبعيد عن بلبيس حيث يوجد جيش مملكة القدس وكّرر نور الدين هذه الاستراتيجية عام 562هـ/1167م، عندما حاصر الفرنجة والبيزنطيون مدينة دمياط في مصر، ونجح في المرتين الأخيرتين كما نجح في المّرة الأولى في تحقيق انتصارات باهرة في الشمال وانقاذ جيشه المحاصر في مصر [1].
ي- الجاهزية القتالية: كان نور الدين القدوة الحسنة في تطبيق المبدأ فقد كان كما قيل: أصبر الناس في الحرب وأحسنهم مكيدة ورأيا وأجودهم معرفة بأمور الأجناد وأحوالهم وبه كان يضرب المثل في ذلك [2]، وكان يتفقد جنوده باستمرار ويطمئن عن أحوالهم ويتفقد سلاحهم ودوابهم ويقول في هذا المجال نحن كل وقت بصدد النفير فإذا لم يكن أجناد كافة الأمراء كاملي العدد والعُدد دخل الوهن على الإسلام [3] وعلق ابن الأثير على كلام نور الدين بقوله: لقد صدق رضي الله عنه فيما قال وأصاب فيما فعل، فلقد رأينا ماخافه علينا [4] وقد طبق نور الدين جميع مبادئ الحرب التي لم يرد ذكرها أعلاها كالإدارة والاقتصاد بالجهد، والبساطة والأمن والمعنويات وقد ورد كثير من هذه المبادئ في ذكر سيرته وصفاته وأدواره السياسية والإدارية [5].

8 - الحرب النفسية عند نور الدين: ركز نور الدين على الحرب النفسية وأحسن استخدامها، فقد وجه حربه النفسية في البداية نحو حكام الإمارات الإسلامية الذين كانوا غارقين في حياة اللهو والترف غير مهتمين بأحوال رعاياهم السيئة أو بمقاومة التوسع الفرنجي على حساب بلاد المسلمين ونحو من كان على شاكلتهم من أبناء الأمة من التجار والأثرياء الذين كان همهم جمع الثروات بأية وسيلة، كانت المبادئ التي يدعو إليها نورالدين في حربه النفسية بسيطة وواضحة ومحّددة هي: دين واحد هو الإسلام السني، دولة واحدة لمحاصرة الفرنجة من كل صوب هدف واحد هو الجهاد لتحرير الأرض المحتلة [6]. وأما الجهاز الدعائي الذي كان نور الدين يعتمد عليه لبث هذه المبادئ بين صفوف الأمة، فيتألف من العلماء والعبّاد والزهاد، فكان يطلب منهم كتابة قصائد ورسائل وكتب تدور كلها حول

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 203.
[2] الباهر ص 169 دور نور الدين محمود ص 204.
[3] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 204.
[4] الباهر ص 169.
[5] دور نور الدين محمد في نهضة الأمة ص 204.
[6] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 204.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست