responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
ويلاحظ أن الشيعة الإسماعيلية النزارية وقفوا خلال المعركة إلى جانب الصليبيين؛ مما كشف بجلاء عن حقيقة دورهم خلال تلك المرحلة، ولقي قائدهم علي بن وفا مصرعه على نحو دلّ على التواطؤ والتعاون مع أعداء الإسلام [1] والأرتمى في أحضان الصليبيين ضد القيادة السنية المجاهدة [2] وقد قال ابن منير في مدح نور الدين قصيدة جاء فيها:
تفي بضمانها البيضُ الحِدادُ ... وتقْضي دَيْنَها السُّمْرُ الصَّعاد
وتدركُ ثارها من كلَّ باغٍْ ... فوارس من عزائمها الجلاد
ويَغْشى حَوْمةَ الهيجا هُمامٌ ... تَشُدُّ بضبعِهِ السَّبْعُ الشَّداُد
أظنُّوا أنّ نارَ الحرب تخبو ... ونور الدين في يده الزَّنادُ
وجُندٌ كالصقور على صقور ... إذا انقضوا على الأبطال صادوا
إذا أخفوا مكيدتهم أخافوا ... وإن أَبدوا عداوتهم أبادوا
ونصرة دولة حاميت عنها ... وهل تخشى وأنت لها عماد
وإن نُتْلِ القوافي ما تَلَتْهُ ... بإنَّب ما يُؤَبَّنُها سِنادُ
جرت بالنصَّر أقلام العوالي ... وليس سوى النجيَّع لها مِدَاد
وطالت أرؤُس الأعلاج خصباً ... فنادى السيف. قد وقع الحصاد
أحطت بهم فكان القتل صبراً ... ولا طعن هناك ولا طِراد
وللإبرنز فوق الرمح رأس ... توسَّد والسَّنان له وساد

إلى أن قال:
وأذعنتِ الممالك واستجابت ... مُلبَّيةً لدعوتكَ العبادُ (3)

ومما قال بن القيسراني:
هذا العزائمُ لاما تدَّعي القضبُ ... وذي المكارم لا ما قالت الكُتُبُ
وهذه الهِمَمُ اللاتي متى خَطُبت ... تعثَّرت خلفها الأشعار والخُطَبُ
صافحت يا ابنَ عماد الدين ذُرْوَتَها ... براحة للمساعي دونها تعب

وهي قصيدة طويلة جاء فيها:
أبناء ملحمةٍ لو أنها ذكرت ... فيما مضى نسيت أيامها العَرب

[1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 175.
[2] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 171.
(3) كتاب الروضتين (1/ 201).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست