responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
خطّلخ بما جناه عليه من سَمْل عينيه، وعقد لهما مجلس حضره الفقهاء والقضاة وأوجبوا عليه القصاص، فسُِمل كما سَمَل أخاه، وأطلق إلى دار له بدمشق، فأقام بها [1].
وتعتبر المشكلة الحورانية هي التي جعلت نور الدين محمود يواجه لأول مّرة خلال تلك المرحلة من حكمه في حلب مملكة بيت المقدس كذلك أثبتت الأحداث مدى أهمية دعمه العسكري لأتابكية دمشق إذ لم تكن لتستطيع صد الهجوم الصليبي بدون عونه الحربي، وأظهره ذلك على مسرح الأحداث السياسية بصورة أكبر من ذي قبل على نحو دعم مركزه أمام رعاياه خلال تلك المرحلة الأولى من حكمه، وعلى المستوى الصليبي؛ كشفت المشكلة الحورانية أن القيادة الصليبية بدأت عهدها بإظهار عدم الحنكة السياسية، إذ أنها اتجهت إلى محاربة أحد حلفائها من أجل أمير شق عصا الطاعة عليه، وأوضح موقفها أن مطامعها السافرة في إقليم حوران التابع لدمشق كانت أكبر من أية تحالفات سياسية معها ولا شك في أن تلك الأحداث وجهت لطمة قوية للتحالف الدمشقي الصليبي، وجاءت أحداث الحملة الصليبية الثانية لتوجيه لطمة مجهزة لذلك التحالف الهش [2].

2 - الحملة الصليبية الثانية: وعلى الرغم من العلاقات القائمة بين أتابكية دمشق ومملكة بيت المقدس، إلا أن الصليبيين قرروا غزوها، وقد تحدثت عن الحملة الصليبية الثانية فيما مضى من الصفحات ودعم نور الدين وأخيه سيف الدين غازي لدمشق ويمكننا أن نقول أن نور الدين اتجه إلى مقاتلة مملكة بيت المقدس عن طريق دعم دمشق [3].

3 - سقوط عسقلان: حدث تطور كبير على جانب كبير من الأهمية وقع جنوب بلاد الشام لاسيما على الساحل في صورة عسقلان التي تمكن الصليبيون في عهد الملك الطموح بلدوين الثالث من إسقاط عسقلان في عام 548هـ/1153م [4]، وجاء ذلك في وقت ضعفت فيه الدولة الفاطمية في ظل تغلب الوزراء العظام وحقق الصليبيون بذلك انتصاراً مزدوجاً على نور الدين محمود والفاطميين وانتصارهم على نور الدين تفوق على انتصارهم على الدولة الفاطمية، لأن الأخيرين كانوا قد وهنوا، ولم تعد دولتهم تمثل خطراً بالغاً على الوجود الصليبي، بينما نور الدين مّثل قوة سياسية وحربية مثوثبة في شمال الشام تطمع في دمشق [5]، وتأتي أهمية الانتصار الصليبي من خلال إدراك أهمية عسقلان نفسها فقد مثلت مركزاً تجارياً هاماً على الساحل الفلسطيني، وقاعدة للأسطول الفاطمي،

[1] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 181.
[2] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 144.
[3] المصدر نفسه ص 145 إلى 127.
[4] فن الصراع الإسلامي ص 148، الباهر ص 106.
[5] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 148.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست