responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 468
الله، ربمّا لا يصّدقني فقال: قل له: بعلامة يوم حارم.
وانتبه يحي، فلما صلى نور الدين الصبح، وشرع يدعو، هابه يحي، فقال له: يا يحيي: أنا أُحدّثُك، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم هذه الليلة، وقال لك كذا وكذا. قال نعم فبالله يا مولانا، ما معنى قوله: بعلامة يوم حارم؟ فقال: لمّا التقينا العدو، خفت على الإسلام، فانفردت، ونزلت، ومّرغت وجهي على التراب، وقلت: يا سيدي: اللهم انصر دينك، ولا تنصر محموداً " يعني نفسه " ومن هو محمود الكلب حتى ينتصر؟ الدين دينُك، والجند جنُدك، وهذا اليوم إفْعَلْ ما يليق بكرمك قال: فنصرنا الله عليهم [1].

3 - رؤية نور الدين المتعلقة بالقبر الشريف: هناك قصة شائعة على ألسنة الناس وهي أن نور الدين رأى فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن ينقذه من رجلين أشقرين - وأشار إلى شخصين تجاهه - فاستدعى نور الدين وزيره فعبَّره له بأن في المدينة المنورة حدثاً، فخرج نور الدين إلى المدينة واستعرض سكانها للصدقة، فأتى كلهم إلا رجلين مجاورين من أهل الأندلس، فأمر بإحضارهما، فإذا هما اللذان رآهما في منامه، فسألهما عن حالهما وما جاء بهما، فأقرا بأنهما من الفرنجة، وصلا لكي ينقلا النبي صلى الله عليه وسلم من الحجرة الشريفة ووجدهما قد حفر نقباً تحت الأرض من تحت حائط المسجد، فضربا أعناقهما، ثم أحرق بالنار، وركب عائداً إلى الشام، فاستغاث به أهل المدينة أن يبني لهم سوراً حولها، فأمر ببنائه، فبني سنة 558هـ وكتب اسم نور الدين على باب البقيع [2]. وقد علق الأستاذ إبراهيم الزيبق على هذه القصة في تحقيقه لكتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية - والصلاحية فقال: وهذه القصة لا تثبت لدى المنهج العلمي، إذ إن أول من رواها هو محمد بن أحمد المطري، مؤذن الحرم النبوي، المتوفى سنة 741هـ في كتابه التعريف بما أنستِ الهجرة من معالم دار الهجرة، وبين نور الدين مئة واثنتان وسبعون سنة، ثم إن إسناد هذه القصة مسلسل بالمجاهيل، فقد سمعها المطري من طالب علم من المجاورين، وهو يعقوب بن أبي بكر - وكان أبوه فراشاً من قوام المسجد الشريف - وقد سمعها يعقوب ممن حَّدثه من أكابر من أدرك، ولم يجزم المطري بصحتها فقال: هكذا حدَّثني عمن حدثه وروى نحوها جمال الدين الإسنوي المتوفى سنة 772هـ في رسالة له دون إسناد نقلها عنه السمهودي في وفاء الوفاء ([3]
وهذا يعني أن القصة قد ذاعت بعد وفاة نور الدين، إذ لم يذكرها أحد ممن عاصر نور الدين من المؤرخين الملازمين له كابن عساكر وابن منقذ والعماد الأصفهاني الكاتب

[1] مرآة الزمان (8/ 199/200) من أجل فلسطين مواقف عبر التاريخ الإسلامي، حسني أدهم جّرار ص 39.
[2] شذرات الذهب (6/ 380) الوجيز في الشام ص 52.
[3] وفاء الوفاء (2/ 648، 650) ..
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست