responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 461
بين المتآمرين في كل من حلب ودمشق من أجل السيطرة على المركزين الرئيسين للدولة سياسياً واقتصادياً، وضمان إخضاع باقي الأقاليم بلا عناء كبير ومن الواضح أن شرطة الدولة النورية تمتعت بيقظة كبيرة، إذ المتآمرين سعوا إلى الاتصال وتنظيم المحاولة بالرسائل، غير أنها سقطت في أيدي الشحنجية، وأدى ذلك إلى إلقاء القبض عليهم وقد مثلوا عناصر فعالة في الجهاز الإداري للدولة [1] وأمام تلك الأحداث، قرر نور الدين إخضاع حران لسيادته نهائياً وإقصاء أخيه عنها، وحاصرها بالفعل لمدة شهرين واسقطها عام 554هـ/1159م ([2]
ولاذ نصرة الدين بالفرار ولانزاع في أن الاستيلاء على حران، دعم قبضة الدولة النورية في مناطق الجزيرة، وأفادها داخلياً بتحجيم خطر الشيعة الإسماعيلية بالقضاء على نفوذ نصرة الدين وإيقاف دعمه لهم ومع ذلك فإن نور الدين أدرك بثاقب بصره إمكانية الإفادة من مهارات أخيه الحربية بالرغم مما حدث، فتحسنت العلاقات بينهم [3]، بعد انقشاع سحب النزاع السباق واشترك معه في بعض المعارك المهمة ضد الصليبيين في حارم عام 559هـ/1164م [4]، وبانياس عام 560هـ/1165م [5].

4 - منبج: حاول الأمير غازي بن حسان المنبجي الاستقلال بمنبج، وهي التي آلت إليه، بعد وفاة والده، وأمام ذلك لم يكن بوسع نور الدين محمود إلا إرجاع الأمور إلى نصابها بالتدخل العسكري، لقمع حركته حتى لا تستشري عدوى الاستقلال لدى الأمراء المقطعين على حدود الدولة النورية، وفي مناطق الحدود والأطراف بين العراق وشمال الشام وبالفعل أخمد حركته في عام 562هـ/1167م [6]، وأقطع منبج لأخيه قطب الدين ينال بن حسان، وتدل سياسة نور الدين تجاه منيح، ومن قبل حران، على أن الاهتمام بالتوسع والسيطرة لم يكن يقتصر على مناطق وسط الشام وشماله بل أيضاً الجزيرة الفراتية والمنطقة الواقعة فيما بين العراق وشمال الشام وقد دفعه إلى الاهتمام بتلك المناطق بعض الدوافع، فهو بالإضافة إلى رغبته في تجنب امتداد مثل ذلك الصراع إلى عقر داره في داخل بلاد الشام، فإنه أيضاً لم يشأ أن يجعل نفوذاً لبعض القوى السياسية المحلية المسلمة بجوار الخلافة العباسية في العراق، على نحو يثير له المتاعب من جهة، ويضعف من هيبة حكمه لدى بغداد من جهة أخرى، وطبيعي أنه سار وفق خطة قائمة على توحيد المدن الإسلامية ولم تكن مجهوداته في

[1] المصدر نفسه ص 119.
[2] المصدر نفسه ص 119 ..
[3] زبدة الحلب (2/ 321) فن الصراع الإسلامي ص 120.
[4] البستان الجامع للأصفهاني ص 145 فن الصراع ص 120.
[5] شذرات الذهب نقلاً عن فن الصراع الإسلامي ص 120.
[6] الباهر ص 134 - 135 فن الصراع الإسلامي ص 120.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست