responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 453
من رعايا نور الدين محمود، ومن خلال ما تناقله الناس عن عدله وحسن سيرته وجهاده ولكنه أراد أن يخصَّ أهل دمشق بمزيد من الاهتمام والرعاية في هذا المجال فكان يوصي جنوده في كل مّرة يدخل فيها أراضي الإمارة أن يحسنوا معاملة الفلاحين ومن يلقونهم من أهالي دمشق وألا يحدثوا أية أضرار في الممتلكات والمزارع، وعندما علم باعتداءات الفرنجة على حوران (جنوب دمشق) وقتلهم للمسلمين وسبيهم للنساء والأطفال ونهبهم للمواشي، دون خروج حاكم دمشق لدفعهم، بادر بالتوجه بجيشه إلى دمشق، وعندما اقترب من المدينة ... وأرسل إلى حاكمها الرسالة الآنفة الذكر وعندما علم نور الدين أن حاكم دمشق طلب مساعدة الفرنجة، أجرى تعديلاً على توزيع مواقع قواته للتعامل مع الموقف الجديد. التقى مجير الدين آبق مع قادة الفرنجة وأكد معهم اتفاقة القديم ولكن أدرك فيما بعد عزم نور الدين وتعميمه على احتلال المدينة، فأرسل إليه يطلب الاجتماع به وإعلان الطاعة له، وذكر اسمه في الخطبة وسك اسمه على النقود مقابل بقائه حاكماً على المدينة فقبل نور الدين بهذا العرض، وتم الاجتماع في معسكر نور الدين، وخرج أغلب أهل دمشق إلى معسكر نور الدين ليملأوا عيونهم من طلعة نور الدين (1)
وانتهز نور الدين محمود الفرصة فحرص على لقاء العلماء وطلبة العلم وقُراء القرآن وأكرمهم كما أحسن إلى الفقراء والضعفاء وشملهم بعطفه، مما ترك أحسن الأثر في نفوس الناس، ومع أن مجير الدين آبق نقض اتفاقه مع نور الدين وأعاد علاقته بالفرنجة كما كانت في السابق، إلا أن نور الدين كان قد تملك قلوب الرعية في دمشق وحقق نجاحاً كاملاً على المحور الأول من خطته.

المحور الثاني: كان العمل يشمل على الاتصال سراً بوجوه مدينة دمشق وأعيانها من كبار التجار والقضاة والعلماء وبعض قادة الجند، وقادة التنظيمات الشعبية [2]، لاستغلال نفوذهم وتأثيرهم لصالح التغيير المطلوب في الوقت المناسب، وكان من أشهر العاملين على هذا المحور القائد المشهور أسد الدين شيركوه وأخوه نجم الدين أيوب (والد صلاح الدين)، فقد كان الأخير من سكان دمشق ومن أشهر وجهائها [3]، بينما كان أسد الدين من أكبر القادة العسكريين العاملين مع نور الدين محمود، فاستغل نور الدين هذا الوضع وأوعز إلى قائده أسد الدين بمراسلة أخيه نجم الدين وتحريضه على الإطاحة بمجير الدين آبق وتسهيل تسليم المدينة لنور الدين بدون قتال في الوقت المناسب، فاستجاب نجم الدين وبذل في هذا المجال جهوداً كبيرة أثمرت في نهاية الأمر حتى أخذ أعيان دمشق يراسلون نور الدين يطلبون

(1) ذيل تاريخ دمشق ص 309 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 141 ..
[2] الباهر ص 107 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 141.
[3] الكواكب ص 122 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 141.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 453
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست