responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 441
بقيادة ملك القدس إلى أطراف حوران، فاضطر معين الدين أنر مقدم العساكر في دمشق والحاكم الفعلي إلى الاستنجاد بنور الدين الذي بادر بنفسه للمساعدة وتقابل مع أنر بالقرب من بصرى للتصدي للفرنجة الذين فوجئوا بظهور نور الدين محمود مع معين الدين أنر واضطروا للإنسحاب جنوباً ومؤخرات جيشهم تتعرض لغارات المسلمين حتى عبروا نهر الأردن [1] وتحسنت العلاقات بين نور الدين محمود ومعين الدين أنر بعد ذلك، وتوثقت أكثر بزواج نور الدين محمود من ابنة معين الدين، ورافق هذا الزواج إعادة مدينة حماة التي كان معين الدين أنر احتلها بعد مقتل عماد الدين زنكي إلى نور الدين محمود [2]. في السنة التالية 542هـ/1148م تمكن نور الدين محمود من الاستيلاء على عدة حصون ومواقع تتبع لإمارة أنطاكية منها أرتاح وباراه، وكفر (3)
لاثا وجميع هذه المواقع والحصون كانت من أعمال حلب سابقاً استولى عليها الفرنجة خلال فترة مدينة حلب وتوسع الإمارات الفرنجية في بداية القرن، ويلاحظ أن نور الدين محمود وضع في قمة أولوياته إبعاد الخطر الفرنجي عن مدينة حلب، وهذا يعني التركيز على إمارة أنطاكية وتجريدها من كل ما استولت عليه في الماضي من الحصون والمواقع والبلدان التابعة لحلب حسب منهجه في ترتيب أولوياته فقد أخذت الأخبار تتوارد من القسطنطينية وآسيا الصغرى عن تقدم جيوش فرنجية كبيرة جداً تتجه نحو المشرق الإسلامي لدعم وتعزيز الإمارات الفرنجية القائمة فيه واستعادة مدينة الرها التي كان عماد الدين زنكي استولى عليها عام 539هـ/1144م [4]، واحتلال ما يقدرون على احتلاله من بلاد المسلمين. وأخذت الدول والإمارات في المنطقة سواء كانت إسلامية أم فرنجية تعد نفسها وتضع في حسابها الصدام الكبير المقبل [5].

ثانياً: الحملة الصليبية الثانية:
كان لسقوط الرها في أيدي المسلمين ردة فعل عنيفة في الغرب الأوروبي وباعثاً على السرعة في إرسال حملة صليبية جديدة، بعد أن أثار سقوطها الرعب في النفوس، لا بسبب المكانة الدينية التي تتمتع بها هذه المدينة في تاريخ النصرانية فحسب، بل لأنها كانت أيضاً، أول إمارة أسسها الصليبيون في الشرق الأدنى، فجاء سقوطها إيذانا بتزعز البناء الكبير الذي شيده الصليبيون في الحملة الصليبية الأولى في الشرق الأدنى، وأدرك الغرب الأوروبي أنه إذا لم يسارع إلى ترميم ذلك البناء فإنه لن يلبث أن ينهار [6] وكانت نداءات الاستغاثة قد

[1] عيون الروضتين (2/ 202، 203).
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 289.
(3) زبدة حلب (2/ 291) دور نور الدين في نهضة الأمة ص 93 ..
[4] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 93.
[5] المصدر نفسه ص 93.
[6] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 171.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست