responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 424
العلم وتدوينه، كبير الشأن، حسنة الزمان [1].

1 - سعيه لتقوية مؤسسة الخلافة: كان مبالغاً في تحصيل التعظيم للدولة، قامعاً للمخالفين بأنواع الحيل، وحسم أمور السلاطين السَّلجوقية [2] وقد أورد المؤرخون عدة أسباب لتولي ابن هبيرة الوزارة منها أن الخليفة المتقفي لأمر الله كان معجباً بكفايته وشهامته وإخلاصه في أداء عمله [3]، ومنها أن الخليفة أمر ابن هبيرة - وكان يتولى ديوان الزمام - أن يكتب للسلطان السلجوقي مسعود شكوى في شحنة بغداد الذي لم يكن على وفاق مع الخليفة، فكتب ابن هبيرة رسالة طويلة للسلطان السلجوقي ذكر فيها ما عرف عن سلاطين السلاجقة من حسن الطاعة، والتأدب مع الخلفاء، والحرص على الذب عنهم ممن يحاول النيل منهم، وأشار إلى شكوى الخليفة المقتفي لأمر الله بألا يؤدي أي مبلغ من المال لمحمد شاه بن السلطان محمود، مقابل رفع حصاره عن بغداد، لأن هذا سيكون حافزاً للسلاجقة للمطالبة بالمزيد، وأشار بصرف المبلغ المطلوب، وقدره ثلاثين ألف دينار، في إعداد جيش للخلافة من الترك والأكراد وأهل بغداد وأعمال العراق لصد قوات محمد شاه، فقبل الخليفة رأي ابن هبيرة وفوضه في إعداد هذا الجيش، فلم تمض أيام قليلة حتى اجتمع عسكر كثير، فخرج به ابن هبيرة لقتال محمد شاه وأصحابه، فهزمهم، فلما أيقن الخليفة بحسن رأي ابن هبيرة استدعاه وولاه الوزارة سنة 544هـ/1149م [4]، قال ابن الجوزي: كان يجتهد في اتباع الصواب، ويحذر من الظلم ولا يلبس الحرير، قال لي: لما رجعت من الحِلَّة، دخلت على المقتفي، فقال لي: أدخل هذا البيت، وَغيرَّ ثيابك، فدخلت فإذا خادم وفرّاش معهم خلع الحرير، فقلت، والله ما ألبَسُها. فخرج الخادم، فأخبر الخليفة، فسمعت صوته يقول: قد والله قلتُ: إنه ما يلبسه. وكان المقتفي معجباً به ([5]
وقال هذا الوزير بدور كبير في تخلص الخلافة العباسية من النفوذ السلجوقي واستعادة سلطة الخلفاء العباسيين في الدولة، وقد استطاع بمساعدة الجيش الذي أعده تخليص العراق وجميع أعماله من سيطرة السلاجقة [6].

2 - خوفه من ظلم العباد: وسأل الوزير ابن هبيرة يوماً الشريف مجد الدين أحمد بن علي الحسيني نقيب نقباء الطالبين عرض رقعة له على الخليفة، وأن لايهملها، وأن يراجعه فيها فقال: والله ما أهملت لأحد قط رقعة ولا حاجة حضرني ذكرها منُذ وقفت على ما رواه أبو علي مسكويه أنه رفعت رقعة عن بعض المتظلمين إلى ابي الفضل بن العميد، فوعد

[1] المصدر نفسه (20/ 427).
[2] المصدر نفسه (20/ 428).
[3] ذيل طبقة الحنابلة (2/ 253) نظام الوزارة في الدولة العباسية ص 160.
[4] نظام الوزارة في الدولة العباسية ص 161.
[5] سير أعلام النبلاء (20/ 427) ..
[6] نظام الوزارة في الدولة العباسية ص 161.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست