responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
س - الدعوة لإنصاف الفقراء والعامة: ركز الشيخ عبد القادر على نصرة الطبقة العامة والفقراء خاصة، فجعل الاهتمام بشؤونهم من شروط الإيمان، وشن حملة شديدة على الولاة الذين يظلمونهم وعلى الأغنياء الذين يخصون أنفسهم دون إخوانهم من الفقراء " بأطيب الأطعمة وأحسن الكسوة وأطيب المنازل وأحسن الوجوه وكثرة الأموال " فأفتى بأن انتسابهم للإسلام دعوى كاذبة وذريعة لحقن دمائهم بالشهادتين [1]. ولقد جعل عدم التفرقة بين الغني والفقير من شروط تقدم المريد في مقامات التزكية، أو نجاة المسلم من عقاب الله [2]. وشدّد في وصيته المشهورة لولده عبد الرزاق على خدمة الفقراء وحسن صحبتهم والتعامل معهم: حسبك من الدنيا شيئان: صحبة فقير وحرمة ولي. وعليك يا ولدي أن تصحب الأغنياء بالتعزز والفقراء بالتذلل [3] ولم يقف اهتمام الشيخ عبد القادر بالفقراء عند حد الوعظ، وإنما ترجمه لعمل واقع. فكان يفتح بابه للفقراء والغرباء ويقدم لهم المنام والغذاء ويحضرون الدرس ويعطيهم ما يحتاجون [4]. كان يرى هذا الأسلوب من أفضل الأعمال فلقد نقل عنه قوله: فتشت الأعمال كلها فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام ولا أشرف من الخُلُق الحسن، أودُّ لو كانت الدنيا بيدي أطعمها الجائع، كفى مثقوبة لا تضبط شيئاً لو جاءني ألف دينار لم تَبت عندي [5]. لهذا كله، أقبلت العامة والفقراء على عبد القادر إقبالاً شديداً وتحمسوا له [6]. وتاب على يديه أعداد كبيرة من أهل بغداد، فقد روي عنه قوله: وتاب على يدي من العيّارين والمسالحة أكثر من مائة ألف وهذا خير كثير [7].

3 - التصدي للتطرف الشيعي الباطني وللتيارات الفكرية المنحرفة:
تعرض الشيخ عبد القادر الجيلاني لعقائد الفرق الإسلامية المختلفة ويلاحظ على مناقشته لهذه الفرق أمران: الأول إنه لم يطمس أقولها عن فرقة السنة التي ينتمي إليها، من ذلك قوله أن المعتزلة تسمى السنة مجبرة لقولها: أن جميع المخلوقات بمشيئة الله وقدرته وإرادته وخلقه، وأن المرجئة تسميها شكاكية لقول واحدهم: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى وكان يذكر أقوال الفرق المختلفة في السنة ثم يرد عليها ويحذر منها لأن السنة هم الفرقة الراشدة الناجية [8] والثاني أن مناقشته لفرق المعتزلة [9]، والمرجئة والخوارج والقدرية

[1] الفتح الرباني ص 64، 65 هكذا ظهر حيل صلاح الدين ص 204.
[2] المصدر نفسه ص 52 هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 205.
[3] الفيوضات الربانية ص 35 - 37.
[4] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 205.
[5] المصدر نفسه ص 205.
[6] المنتظم (10/ 219).
[7] قلائد الجواهر ص 19 للتادفي.
[8] الغنية (1/ 84) نشأة القادرية ص 126.
[9] نشأة القادية ص 126.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست