responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 399
وقال تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " (البقرة، الآية: 21). والرسل كلهم أمروا قومهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً وقال تعالى: " ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين " (النحل، آية: 36).
وقال تعالى: " وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهة يعبدون " (الزخرف، آية: 45) ثم مضى - رحمه الله - في توجيه كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني وشرح مراده من تلك العبارات [1].

هذه هي أهم الأسس التي أوصى بها الشيخ عبد القادر وأتباعه المنتسبين لطريقته [2]. وقد أثنى ابن تيمية على الشيخ عبد القادر الجيلاني واعتبره من ضمن أئمته فقد قال: .. والذي نختار قول أئمتنا .. ومن متأخريهم الشيخ الإمام أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني.

تاسعاً: الخطوط العريضة لدعوته الإصلاحية:
- بدء الدعوة وأسلوبه في ذلك: يعُيد المؤرخون ظهور عبد القادر إلى عام 521هـ/1127م [3]. والواقع أن عبد القادر بدأ دعوته قبل ذلك، فهو يذكر أنه سبق جلوسه للوعظ فترة التهيؤ النفسي وتشجيع الأصحاب والمحبين وأنه بدأ مجلسه بالرجلين والثلاثة ثم تزاحم الناس حتى صار مجلسه يضم سبعين ألفاً [4]، ثم تزايد الإقبال حتى ضاقت المدرسة فخرج إلى سور بغداد بجانب رباطه، وصار الناس يجيئون إليه ويتوب عنده الخلق الكثير [5]، ومنُذ ذلك الوقت بدأ عبد القادر دعوته والتي تميزت بأمور منها:

1 - اعتماد التعليم المنظم والتربية الروحية المنظمة: كان الشيخ أبو سعيد المخرمي قد أسس مدرسة صغيرة في باب الأزج (حي من أحياء بغداد) فلما توفي آلت إلى تلميذه عبد القادر الجيلاني فعمد إلى توسيعها وإعادة بنائها، كما أضيف إليها عدد من المنازل والأمكنة التي حولها ولقد بذل الأغنياء في عمارتها أموالهم، وعمل الفقراء فيها بأنفسهم [6]. وروى لنا المؤرخون - أثناء ذلك - صوراً من البذل والتضحية يكشف عن مدى تعلقَّ الأتباع بالشيخ، من ذلك امرأة فقيرة قررت المساهمة في عمارة المدرسة فلم تجد شيئاً. وكان زوجها من العمال فجاءت إلى الشيخ عبد القادر تصحب زوجها وقالت: هذا زوجي ولي عليه من

[1] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (10/ 456).
[2] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 643.
[3] نشأة القادرية د. ماجد الكيلاني ص 79.
[4] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 186.
[5] المنتظم (10/ 219).
[6] المنتظم (10/ 219) طبقات الحنابلة (1/ 291).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست