responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 398
فأعرضه على الكتاب والسنة ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله [1].

2 - خلو طريقته من الأفكار والفلسفات التي كانت سائدة في عصره نتيجة ترجمه المعارف اليونانية وتأثيرها على العقول والأفهام، حتى وقع في حبائلها كثير من المتصوفة فاستخدموا ألفاظها ومصطلحاتها مثل الهيولي [2]، والعرض، والجوهر [3].

3 - تركيزه على الاهتمام بالجوانب العملية: وتجنب الإغراق في الأمور النظرية والمقدمات الجدلية العقيمة دليل ذلك ما طبقه في حياته وماربَّى عليه أتباعه وما وضعه من أصول لطريقته التي تعتمد على سبعة أصول هي: المجاهدة، التوكل، حسن الخلق، الشكر، الصدق، الرضا، الصبر [4]. وقد تحدثنا عن هذه الأصول بالتفصيل في مبحث المقامات والأحوال.

4 - وضعه لمجموعة من الأداب والتعاليم التي يجب أن يتعامل بها المنتسب لطريقته سواء مع النفس أو مع الشيخ أو مع الناس، وقد تكلمنا عن ذلك.

5 - تأكيده على وجوب تعظيم أوامر الله سبحانه وامتثالها والبعد عن نواهيه واجتنابها والرضا بأقدار الله والاستسلام لها يقول: رحمه الله: لابد لكل مؤمن في سائر أحواله من ثلاثة أشياء أمر يمتثله ونهي يجتنبه وقدر يرضى به، فأقل حالة المؤمن لا يخلو فيها من أحد هذه الأشياء الثلاثة فينبغي أن يلزم همها قلبه، ويحدث بها نفسه ويؤاخذ الجوارح بها في سائر أحواله [5]. وقد شرح ابن تيمية - كلام الشيخ عبد القادر واستحسنه بقوله: هذا كلام شريف جامع يحتاج إليه كل أحد، وهو تفصيل لما يحتاج إليه العبد وهي مطابقة لقوله تعالى: " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " (يوسف، آية: 90) ولقوله تعالى: " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً " (آل عمران، آية: 120). ولقوله تعالى: " وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " (آل عمران، آية: 186) فإن التقوى تتضمن فعل المأمور وترك المحظور والصبر يتضمن الصبر على المقدور فالثلاثة ترجع إلى هذين الأصليين، والثلاثة في الحقيقة ترجع إلى امتثال الأمر وهو طاعة الله ورسوله وهو أن يفعل في ذلك الوقت ما أمر به في ذلك الوقت وطاعة الله ورسوله هي عبادته التي خلق لها الجن والإنس كما قال الله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " (الذاريات، آية: 56)

[1] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 640.
[2] الهيولي: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة وهو جوهر في الجسم.
[3] الجوهر ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع وهو مختصر في خمسة أشياء هيولي وصورة وجسم ونفس وعقل.
[4] الغنية للجيلاني (2/ 182).
[5] فتوح الغيب للجيلاني المقالة الأولى ص 6.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست