responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 396
أن يديم الطاعة لمولاه ويرضى بما قسم الله له ولا يتهمه [1] وقال: وأعلم أن تعب كل واحد من الخلق على قدر منازعته للقدر والمقدور وموافقته لهواه وترك رضاه بالقضاء فكل من رضى بالقضاء استراح وكل من لم يرضى به طالت شقوته وتعبه ولا ينال من الدنيا إلاَّ بما قسم له [2].
7 - الصدق: والأصل فيه عند الشيخ عبد القادر الجيلاني قوله عز وجل " يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " (التوبة، آية: 119).وما روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإيَّاكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً [3]. والشيخ عبد القادر يحدثنا عن صدقه في أحلك الظروف، فقد كان مثالاً للصدق منُذ شبابه وهذه القصة تبين مدى صدقه حيث قال: عندما استأذنت والدتي للسفر إلى بغداد طلباً للعلم، سلمتني أربعين ديناراً وخاطتها تحت إبط قميص وأوصتني بالصدق، وفي أثناء سفرنا خرج علينا ستون فارساً فأخذوا القافلة ولم يتعرض لي أحد فاجتازني أحدهم وقال لي: كم معك يا فقير؟ فقلت أربعون ديناراً فقال: وأين هي؟ فقلت مخاطة في قميصي تحت إبطي. فظنني أستهزئ به فتركني وانصرف. ومرَّ بي آخر فقال لي: مثل ما قال الأول؛ فأجبته كما أجبت الأول فتركني وانصرف وتوافيا عند مُقَدَّمِهم فأخبراه بما سمعاه مني فقال: عليَّ به فأتِىَ بي إليه، وإذا هم على تَلًّ يقتسمون أموال القافلة فقال لي: ما معك؟ قلت أربعون ديناراً. فقال: وأين هي؟ قلت مخاطة في قميصي تحت إبطي: فأمر به فَفُتِقَ فوجد فيه الأربعين ديناراً فقال: ما حملك على الاعتراف؟ قلت: إن أمي عاهدتني على الصدق وإني لا أخون عهدها. فبكى المقدم.
وقال: أنت لم تَخُنْ عهد أمك وأنا لي كذا وكذا سنة أخون عهد ربي، فتاب على يديَّ فقال له أصحابه: أنت كنت مقدماً في قطع الطريق وأنت الآن مقدمنا في التوبة فتابوا كلهم على يدي وردوا على القافلة ما أخذوا منهم [4].

وللصدق عند الشيخ عبد القادر الجيلاني منزلة عالية فهو عماد الأمر وفي ذلك يقول: وأعلم بأن الصدق عماد الأمر وبه تمامه وفيه نظامه، وهو ثاني درجة النبوة وهو قوله عز وجل: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصّديقين والشهداء

[1] الغنية للجيلاني (2/ 197).
[2] المصدر نفسه (2/ 197).
[3] البخاري رقم 6094 مسلم رقم 2607 الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 633.
[4] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 64.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست