responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 384
في القلب والجوارح في عاجل الدنيا مع يدخره الله له من خير الآخرة.
د- أن يجتنب أن يجعل على أحد من الخلق مؤنة صغيرة ولا كبيرة بل يرفع مؤنته عن الخلق أجمعين مما احتاج إليه واستغنى عنه فإن ذلك تمام عزة العابدين وشرف المتقين وبه يقوى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكون الخلق عنده أجمعين بمنزلة واحدة فإذا كان كذلك نقله الله إلى الغنى واليقين والثقة به عز وجل ولا يرفع أحداً سواه ويكون الخلق عنده في الحق سواء ويقطع بأن هذه أسباب عز المؤمنين وشرف المتقين وهو أقرب باب الإخلاص.
ذ- ينبغي له أن يقطع طمعه من الآدميين ولا يطمع نفسه فيما في أيديهم فإنه العز الأكبر والغني الخاص والملك العظيم والفخر الجليل واليقين الصافي والتوكل الشافي الصريح وهو باب من أبواب الثقة بالله عز وجل وهو باب من أبواب الزهد وبه ينال الورع ويكمل نسكه وهو من علامات المنقطعين إلى الله عز وجل.
ر- التواضع لأن به يُشيَّد محل العابد وتعلو منزلته، ويستكمل العز والرفعة عند الله سبحانه وعند الخلق ويقدر على ما يريد من أمر الدنيا والآخرة وهذه الخصلة أصل الخصال كلها وفرعها وكمالها، وبها يدرك العبد منازل الصالحين الراضين عن الله تعالى في السراء والضراء وهي كمال التقوى والتواضع هو ألاَّ يلقى العبد أحداً من الناس إلا رأى له الفضل عليه ويقول: عسى أن يكون عند الله خيراً مني وأرفع درجة فإن كان صغيراً قال: هذا لم يعص الله تعالى وأنا قد عصيت فلا شك أنه خير مني وإن كان كبيراً قال: هذا عَبَدَ الله قبلي وإن كان عالماً قال: هذا أعطي مالم أبغل ونال مالم أنل وعلم ما جهلت وهو يعمل بعلمه، وإن كان جاهلاً قال: هذا عصى الله بجهل وأنا عصيته بعلم، ولا أدري بما يختم لي وبما يختم له. وإن كان كافراً [1] قال: لا أدري عسى أن يُسْلم فيختم له بخير العمل وعسى أن أكفر فيختم لي بسوء العمل [2].

سادساً: آداب الشيخ والمريد والصحبة عند عبد القادر الجيلاني:
1 - واجبات المريد: وضع الشيخ عبد القادر جملة من الواجبات التي يلتزم بها المريد المبتدئ يمكن حصرها فيما يلي:
أ- الاعتقاد الصحيح هو الأساس ويكون على عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح.

[1] هذه العبارة بها نظر، لأن المسلم لا يمكن أن يرى أن الكافر أفضل منه أو أنه عند الله خير منه وأرفع درجة ولعلها خرجت من الشيخ مخرج المبالغة في التواضع.
[2] فتوح الغيب للجيلاني، المقالة الثامنة والسبعون ص 117.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست