اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 378
[2] - ذم البدع التحذير منها: والشيخ عبد القادر الجيلاني يحذر دائماً من الابتداع في الدين ويوصي بالاتباع ويقرن ذلك بوصيته بالتوحيد وضرورة محانبة الشرك حيث يقول: اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا ولاتمرقوا ووحدوا ولا تشركوا [1] ويقول في موضع آخر: اتبعوا ولا تبتدعوا وافقوا ولا تخالفوا أطيعوا ولا تعصوا أخلصوا ولا تشركوا [2] وبين أن أساس الخير في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أساس الخير متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله [3] ثم بين أن الأولى للمؤن العاقل أن يتبع السنة فيقول: والأولى للعاقل المؤمن الكيس أن يتبع ولا يبتدع ولا يغالي ويعمق ويتكلف لئلا يضل ويزل ويهلك [4]. وقد استدل أهل السنة والجماعة على ذم البدع ومحاربتها بالأدلة الكثيرة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " (النور، آية: 63). وقال صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو [5] رد وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني أيضاً: فعلى المؤمن اتباع السنة والجماعة، فالسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والجماعة ما اتفق عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين رحمة الله عليهم أجمعين. ثم بعد هذا التعريف لأهل السنة والجماعة يحذر من أهل البدع فيقول: وألا يكاثر أهل البدع ولا يدانيهم ولا يسلم عليهم لأن الإمام أحمد رحمه الله قال: من سلم على صاحب بدعة فقد أحبه ([6])،
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: أفشوا السلام بينكم تحابوا [7]. ولا يجالسهم ولا يقرب منهم ولا يهنيهم في الأعياد وأوقات السرور ولا يصلي عليهم إذا ماتوا ولا يترحم عليهم إذا ذكروا بل يباينهم ويعاديهم في الله عز وجل معتقداً ومحتسباً بذلك الثواب الجزيل والأجر الكثير [8] وقال: وأعلم أن لأهل البدع علامات يعرفون بها فعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر بالحشوية وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة وعلامة الرافضة " تسميتهم أهل الأثر ناصبة وكل ذلك عصبية وغياظ لأهل السنة ولا اسم لهم إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث ولا يلتصق بهم ما لقبَهم به أهل البدع كما لم يلتصق بالنبي صلى الله عليه وسمل تسمية كفار مكة له ساحراً وشاعراً ومجنوناً ومفتوناً وكاهناً ولم يكن اسمه عند الله وعند [1] فتوح الغيب للجيلاني المقالة الثانية ص 10. [2] الفتح الرباني للجيلاني المجلس السابع والأربعون ص 151. [3] الغنية للجيلاني (1/ 79). [4] مسلم رقم 1718. [5] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 431. [6] مسلم رقم 54 .. [7] الغنية للجيلاني (1/ 80) الشيخ عبد القادر الجيلاني ص431. [8] الغنية للجيلاني (1/ 80) الشيخ القادر الجيلاني ص 432.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 378