اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 369
معصيته [1] فيقول: وقد دعا الله خلقه إلى توحيده وطاعته بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب فحذَّر وأنذر وخوَّف وزجر إعذاراً لهم وتأكيداً للحجة عليهم [2]. وبين الشيخ عبد القادر الجيلاني - رحمه الله - أن مجرد النطق بكلمة التوحيد من غير امتثال الأمر وترك النهي غير مقبول ولا يستفيد منه الإنسان فيقول: إذا قلت لا إله إلاَّ الله فقد أدعيت. فيقال لك: ألك بينة؟ والبينة امتثال الأمر والانتهاء عن النهي والصبر على الآفات والتسليم إلى القدر هذه بينة الدعوى [3].
5 - شروط قبول العبادة: وقد قّر الشيخ عبد القادر الجيلاني ضرورة توفر الإخلاص والمتابعة في العبادة وبين أن مجرد النطق بالشهادتين وأداء الأعمال التي تقتضيها لا يكفي إلا بعد تحقق الشرطين [4]، يقول: إذا عملت هذه الأعمال - يعني الاتيان بالأوامر وترك النواهي - لا تقبل منك إلا الإخلاص فلا يقبل قول بلا عمل، ولا عمل بلا إخلاص وإصابة السنة [5].
ويقول في موضع آخر: وجميع ما ذكرناه من صيام الأشهر والأضحية والعبادات، من الصلاة والأذكار وغير ذلك مما سنذكر - إن شاء الله - لا يقبل إلا بعد التوبة وطهارة القلب وإخلاص العمل لله تعالى وترك الرياء والسمعة [6]. ثم يستشهد على وجوب الإخلاص بقول الله تعالى: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " (البينة، آية: [5]) وقال سبحانه "ألا لله الدين الخالص" (الزمر، آية: [3]). ثم ساق بعض أقوال أهل العلم في تعريف الإخلاص فنقل عن سعيد بن جبير قوله: الإخلاص أن يخلص العبد دينه لله وعمله لله تعالى، ولا يشرك به في دينه ولا يرائي بعمله أحداً كما نقل عن الفضيل بن عياض قوله: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص هو الخوف من أن يعاقبك الله عليهما [7]، وقد حذَّر كثيراً من الرياء والعجب وذلك لخطورته على دين العبد ولسهولة وقوع الإنسان فيه فقال: ينبغي لكل متعبد عارف أن يحذر في جميع أحواله من الرياء ورؤية الخلق والعُجب فإن النفس خبيثة وهي منشأ الأهواء المضلة والشهوات المردية واللذات الحائلة بين العبد وبين الحق عز وجل. ثم ساق الأدلة على تحريم الرياء منها قوله تعالى: "فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون " (الماعون، الآيات: [4] - [7]) ويوصفه [1] عبد القادر الجيلاني للقحطاني ص 129. [2] الغنية للجيلاني (1/ 146) عبد القادر الجيلاني ص 129. [3] الفتح الرباني المجلس الثاني ص 10. [4] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 134. [5] الفتح الرباني للجيلاني ص 134. [6] الغنية للجيلاني 02/ 66) الشيخ عبد القادر ص 134. [7] الغنية للجيلاني (2/ 67) الشيخ عبد القادر ص 135.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 369