responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 360
المبحث السابع: الإمام عبد القادر الجيلاني وجهوده في الدعوة الشعبية والإصلاح العام:

الدعوة الشعبية والإصلاح العام:
من الملاحظات المهمة في دراستي لفترة الحروب الصليبية أن انتصارات نور الدين وصلاح الدين ساهمت فيها عوامل متعددة منها على مستوى الخلافة نفسها ومنها على المستوى الشعبي، فقد أخذت مؤسسة الخلافة تسترجع صلاحياتها وتقوى على ما كانت عليه في العهد السلجوقي الأول وكذلك مؤسسة الوزارة العباسية خصوصاً في عهد يحي بن هبيرة، وسيأتي الحديث عن ذلك في محله بإذن الله تعالى وفي هذا المبحث سنتضح بإذن الله تعالى جهود عبد القادر الجيلاني في الدعوة الشعبية والإصلاح العام فقد كانت حركته الشعبية معاصرة لعماد الدين ونور الدين محمود، وتعتبر حركة عبد القادر الجيلاني من الروافد المهمة في حركة الجهاد والمقاومة التي قادها نور الدين وخصوصاً في القطاع الشعبي العريض وفي عاصمة الخلافة العباسية بغداد، لقد كانت عامّة الجماهير في حاجة شديدة إلى شخصية روحية رفيعة، تكون على تواصل بالشعب وطباقاته وجماهيره لكي يؤثر في المجتمع بدعوته ومواعظه وتزكيته [1] وتوقظ في النفوس الإيمان وتثير عقيدة الآخرة، وتحرك في القلوب الحب لله والحنين إليه، وتحث على الطموح وعُلَّو الهمّة وبذل الجهد في الحصول على علم الله الصحيح وعبادته ونيل رضوانه والمسابقة إلى سبيله وتدعو إلى التوحيد الكامل، والدين الخالص [2]، ولقد وجد هذا المصلح الشعبي في شخص الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في بغداد في آخر القرن الخامس، وتسلَّم الزعامة الدينية وعاش نحو قرن فرداً فريداً في الدعوة إلى الله، وأثر في العالم الإسلامي تأثيراً كبيراً [3]، واستطاع أن يؤسس مدرسة ساهمت مع الزنكيين في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات العقائدية والفكرية، والاقتصادية والاجتماعية ساهمت في إعداد جيل المواجهة للخطر الصليبي في البلاد الشامية [4]،فقد استفاد عبد القادر الجيلاني من جهود من سبقوه وتعاليمهم وخصوصاً الإمام الغزالي الذي قام بدور عظيم في تاريخ الإصلاح والتجديد - وقد فصلت ذلك في كتابي دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة الغزو الصليبي - وكان الرجل المطلوب للدفاع عن الإسلام عند هجوم الفلسفة اليونانية وإلحاد الباطنية، وانحراف العلماء، [5]، وقد استفاد عبد القادر الجيلاني من جهود وتراث

[1] رجال الدعوة والفكر (1/ 235).
[2] المصدر نفسه (1/ 237).
[3] المصدر نفسه (1/ 239).
[4] لا طريق غير الجهاد لتحرير المسجد ص 325 ..
[5] رجال الفكر والدعوة (1/ 235).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست