responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 338
ج- الحديث: ازدهر علم الحديث في العهد الزنكي حتى أنه يمكن أن يعد هذا العهد من العصور الذهبية لدراسات الحديث والتأليف، ففيه أنشئت أول دار للحديث في الإسلام وهي دار الحديث النورية بدمشق ولعل من أبرز عوامل الاهتمام بعلم الحديث ودراسته والتأليف فيه في هذا العهد اهتمام الملك العادل نور الدين محمود نفسه بهذا العلم فقد أثر عنه أنه كان مهتماً بدراسة الحديث الشريف وفهمه [1]، كما كان له إجازات عديدة في هذا العلم من عدة شيوخ [2]، وبلغ من حرصه على هذا العلم أن صنّف كتاباً في فضائل الجهاد وأحاديثه وهو بدمشق [3]، كما كان الاهتمام بعلم الحديث لوناً من ألوان التوجيه الذي فرضه الوجود الصليبي على الدراسات في تلك الفترة، فقد شارك الحافظ بن عساكر المتوفى سنة 571هـ 1176م في هذا المجال بجمع أربعين حديثاً في فضائل الجهاد في جزء واحد وأهداه إلى الملك نور الدين محمود [4]، كما صنف ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ/1201م مصنفاً جمع فيه أحاديث الجهاد وفضائله في كتاب أسماه " البحر النوري " [5] وقد زاد الاهتمام بهذا العلم، حيث ظهر في العهد الزنكي عدد كبير عن رجال الحديث الذين أفنوا أعمارهم في جمعه وتصنيفه وضبطه وتنقيحه، ومنهم علماء جمعوا تراجم مُستفيضة لرجال الحديث في جميع العصور، وكان لهؤلاء العلماء فضل لا ينكر في كتابة التصنيف في هذا الفرع من العلوم فضل لا ينكر في الكتابة والتصنيف في هذا الفرع من العلوم الشرعية [6] ومن أبرز علماء الحديث في العهد الزنكي:
- الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر الدمشقي، وسيأتي الحديث عنه بإذن الله مستقبلاً.
- وممن برز في علم الحديث في هذا العهد: الإمام مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن الأثير الجزري المتوفى 606هـ/1209م وقد اشتهر مجد الدين بن الأثير في علوم عديدة كان منها علم الحديث، حيث صنف فيه مصنفات هامة كان من أبرزها جامع الأصول في أحاديث الرسول [7]. ذكر ياقوت أنه جمع فيه بين البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وسنن النسائي والترمذي، عمله على حروف المعجم، وشرح غريب الحديث ومعانيها وأحكامها، ووصف رجالها ونبّه على جميع ما يحُتاج إليها منها ثم قال: أقطع قطعاً أنه لم

[1] التاريخ الباهر ص 165 الحياة العلمية ص 248.
[2] تاريخ دمشق نقلاً عن الحياة العلمية ص 248.
[3] مرآة الزمان نقلاً عن الحياة العلمية ص 248.
[4] معجم البلدان (13/ 78) الحياة العلمية ص 249.
[5] مرآة الزمان نقلاً عن الحياة العلمية ص 249.
[6] الحياة العلمية ص 249.
[7] معجم الأدباء (17/ 76) الحياة العلمية ص 252.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست