responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
يمكن أن يقدموه إذا اشتبكوا مع الصليبيين والفاطميين في مصر، فأبدى بعضهم تخوفه من ذلك حيث صاح فيهم أحد أمراء نور الدين والذي كان مرافقاً لشيركوه قائلاً: من يخاف القتل والأسر فلا يخدم الملوك بل يكون في بيته مع أمرأته، والله لئن عندنا إلى نور الدين من غير غلبة ولا بلاء نعذر فيه ليأخذن مالنا من اقطاع وجامكيه، وليعودن علينا بجميع ما أخذناه منُذ خدمناه إلى يومنا هذا ويقول: تأخذون أموال المسلمين وتفرون عن عدوهم وتسلمون مثل مصر إلى الكفار [1]. ويظهر من خلال هذا العرض أنه كان على المقطع في مقابل الموارد المتحصلة من الاقطاع مجموعة من الالتزامات كان يؤديها للسلطان وهي في المرتبة الأولى التزامات حربية املتها ظروف الجهاد الذي اتصف به عصر الأسرة الزنكية - شملت تقديم العساكر وقت الحرب، فكان المقطع مسؤولاً مسؤولية كاملة عن نفقات عساكره، إذ كان عليه أن يخرج بهم إلى ساحات القتال مزودين بكل مستلزماته من مؤمن وعتاد ودواب وغيرها فضلاً عما يتبع ذلك من تدريبات عسكرية فردية وجماعية لجيشه من أساليب القتال المعروفة آنذاك [2]، وإلى جانب ذلك كان على المقطع الاضطلاع بحماية اقطاعه من أي اعتداء خارجي، وفي ذات الوقت القيام بمراقبة تحركات الأعداء وتنفيذ بعض الأعمال الحربية ضد مراكزهم ([3]
وصفوة القول فإن نظام الاقطاع الحربي بما اشتمل عليه من واجبات يعاقب عليها المقطع متى قصر في شيء منها كان كفيلاً بإخلاص الأمراء والجند واستماتتهم في أداء واجب الجهاد في سبيل الله وتحقيق المزيد من الانتصارات ضد أعداء الإسلام والتوسع في الفتوحات لجعل كلمة الله هي العليا، خاصة وأن الزنكيين كانو حريصين على تحري الدقة في توزيع الاقطاعات على امرائهم وأجنادهم يخصون بها المخلصين منهم، يدلنا على هذا ما ذكرته [4]، بعض المصادر من أن عماد الدين زنكي كان يقطع بلاده: لجند يختبرهم ويعرف نصحهم وشجاعتهم [5]. وعلى هذا النهج سار الملك العادل نور الدين محمود الشهيد.

2 - الزكاة والخراج والجزية: تشكل الزكاة والخراج والجزية جزء مهم من موارد الدولة وتأخذ حسب أحكام الشريعة الإسلامية فالزكاة ركن من أركان الدين الإسلامي لا يكمل إسلام المسلم وإيمانه إلا بتأديتها، ولذلك يقبل المسلمون على تأديتها من باب الحرص على دينهم دونما إكراه من الدولة، وإن كان من حق الدولة إلزام من يمنعها من المسلمين

[1] كتاب الروضتين نقلاً عن مقومات حركة الجهاد ص 32.
[2] مقومات حركة الجهاد ص 32.
[3] مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 33 ..
[4] المصدر نفسه ص 34.
[5] الباهر ص 37.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست