responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
بالخدمة الحربية، إذ كان الأمير المقطع يلزم بتقديم العساكر وقت الحرب مجهزة بكامل عتادها وعدتها، وكان إقطاعاً وراثياً، أي أن إقطاع الأمير أو الجندي يمنح بعد وفاته لأولاده [1]، وفي حالة صغر سن الإبن كان السلطان يعين من يدير الإقطاع حتى يبلغ سن الرشد، ومنح الإقطاع بواسطة السلطان لم يكن معناه تمليك الأراضي الرزاعية للمقطع، وليس معناه أيضاً تمتع المقطع بمتحصلات الإقطاع لفترة طويلة، بل كان يعطي المقطع مجرد الحق في أن يجمع لنفسه وأجناده مجموعة من الضرائب في مقابل الواجبات المدنية العسكرية التي كان المقطع ملزماً بها ([2]
والملاحظ أن توزيع الإقطاعات الحربية على الأمراء والأجناد في العهد الزنكي شمل كل البلاد التي تمكن عماد الدين وابنه نور الدين من ضمها إلى مشروع الجبهة الإسلامية آنذاك والأدلة على ذلك كثيرة منها أنه عندما لجأ نجم الدين وأخوه أسد الدين شيركوه إلى الموصل، رحب بهما زنكي واقطعهما الإقطاعات في شهرزور بشمال العراق ثم خص أسد الدين بالمؤزر [3]. وأقطع الأمير جاولى الرحبة وأعمالها [4] وسار نور الدين محمود على نهج والده في توزيع الاقطاعات الحربية، فعندما استولى على دمشق سنة 549/ 1154م، اقطع صاحبها مجير الدين ضياعاً بحمص عوضاً عن دمشق، كما أقطع شهاب الدين على بن مالك العقيلي سروج والملاحظة والباب وبزاغة [5] وأقطع في سنة 563هـ/1167م مجد الدين أبا بكر بن الداية حلب وحارم وقلعة جعبر، ثم أقرها بعد وفاته سنة 565هـ/1169م في يد أخيه علي ابن الداية، وأقطع نور الدين مسعود بن الزعفران حمص وحماة وقلعة بعرين وسلميه وتل خالد والرها [6]، كما أقطع أمراء العراق الاقطاعات لحفظ طريق الحاج بين الشام والحجاز، ولمثل هذا الهدف اقطع أمير مكة إقطاعاً وافرا [7]، وشمل الإقطاع الحربي في عهد نور الدين الأراضي المصرية، من ذلك ما ذكرته بعض المصادر المعاصرة من أن نور الدين عندما سمع بأن بعض أمرائه في مصر تردد في محاربة الفاطميين والصليبيين عند البابين في صعيد مصر، هددهم بأخذ اقطاعاتهم وإعادة الموارد التي أخذوها منها [8] واتبع عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود أساليب عدة لتوزيع

[1] الكامل في التاريخ نقلا عن مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 27.
[2] مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 27 ..
[3] مفرج الكروب (1/ 3 - 6) النجوم الزاهرة (5/ 277).
[4] مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 27.
[5] مفرج الكروب (1/ 3 - 6) النجوم الزاهرة (5/ 277).
[6] كتاب الروضتين نقلاً عن مقومات حركة الجهاد ص 28.
[7] مقومات حركة الجهاد ص 28.
[8] الكامل في التاريخ نقلاً عن مقومات حركة الجهاد ص 29.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست